دولة المافيات التحاصصية، لماذا ؟؟

اثنين, 13/07/2020 - 12:54

و يتساءل كثيرون عن معنى (فصائل المقاومة) في البلاد ، تقاوم من ؟؟ إن أرادت مقاومة المحتل الإسرائيلي، لماذا لا تذهب الى هناك لإيقاف إقامة مستوطنات جديدة و لدعم مشردي الشعب الفلسطيني الشقيق ؟؟

و لماذا لاتقاوم العدوان التركي التوسعي على أرض بلادنا و كردستان العراق و لاتقاوم العدوان الإيراني المتواصل الذي وصلت قنابله الى أطراف مركز قضاء كويسنجاق في محافظة أربيل ؟؟ في وقت تأهلت فيه القوات المسلحة العراقية باصنافها و بدعم تحالف دولي عريض يستطيع الفتك بداعش كلّما حاولت أن ترفع رأسها.

الاّ انها تعلن عن محاربة الاميركان و قوات التحالف الدولي التي جاءت بطلبات و عبر وساطات و رجاءات حكومات التحاصص لإنقاذ البلاد من داعش الإجرامية، سواء من قبل حكومات المالكي أو العبادي، و وفق اتفاقات و عقود مبرمة . . متناسية (فصائل المقاومة) بأن اسيادها جاءوا و استلموا الحكم بتوقيعهم أنواع التعهدات للاحتلال الأميركي بموافقات ارجنتينية إثر إسقاطه صدام . . فعن أية مبادئ و عن أية مُثُل قرآنية تتحدث ؟؟

في وقت أدىّ فيه نهب و عنف و تسيّد تلك الفصائل التي تحاول التستّر بستار الحشد . . الى إفقار شعبنا بعربه و كرده و كل أطيافه، و تسبب بتشريد العراقيين ذاتهم عن ديارهم و في عجز الدولة عن تأمين حتى رواتب و استحقاقات موظفيها في زمن انهيار أسعار النفط و الانهيار المتواصل للطلب عليه، بعد أن حوّلت العراق الشامخ الى دولة ريعية محطمة الزراعة و الصناعة و التجارة و بلا احتياطي طوارئ، بل و استولت الفصائل تلك حتى على الأموال الفلكية لمنافذه الحدودية . .

بل و تسببت بعجز الدولة عن مكافحة وباء كورونا الذي يغزو العالم، حين عملت منذ بداية غزو الوباء على عدم أخذه بالجدية اللازمة لحماية البلاد بدعوى عدم المس بقدسية المراقد المحفوظة بقدرة القدير و عدم المس بطهارة زوارها و طهارة منتجاتها المرسلة، في وقت شملت فيه إجراءات العزل بسبب كورونا المسجد الحرام و كعبة حجاج بيت الله . . فابقت الحدود الشرقية للبلاد مفتوحة في وقت مهدد شكّلت حينه الجارة إيران بؤرة خطيرة للوباء، رغم استغاثات و صيحات الشعب و المسؤولين الإداريين و تنبيههم الى الخطورة الهائلة لذلك الموقف المتعمّد !

الأمر الذي أثار و يثير تساؤلات هائلة من نواب برلمانيين و متخصصين و مثقفين و أوسع الجماهير، وسط صمت البرلمان . . هل هو بسبب الستراتيجية المشوهة لنظرية (الموجات البشرية) الصينية التي تتبعها الفصائل التي لاتبالي بالخسائر البشرية فداءً للمقدس ؟؟ المقدس الذي ضاع بصيحات متظاهري تشرين و من سبقهم " بإسم الدين باكونا الحرامية " . .

أم هو بسبب ابقاء شبكة طرق طهران ـ بغداد ـ بيروت مفتوحة كعصب للهلال الطائفي و لأهداف لايُعلن عنها ؟؟ بلا مبالاة بحياة و مصائر عشرات ملايين العراقيين، التي وصلت حدوداً قاسية في مواجهة الوباء بعدم التصدي له في البداية. أم هو بسبب الخوف على التحاصص المافيوي الذي تدرّه عليها المنافذ الحدودية التي تبلغ إيراداتها سنوياً أكثر من ثمانية مليارات دولار، بحسب اقتصاديين متخصصين و إداريين مشهود لهم بالمعرفة و الخبرة ؟؟

بعد أن شكّلت العصابات بمنظور متخصصين محايدين، و كأنها الآلية الوحيدة لحكم البلاد بالقوة و تحقيق أعلى الأرباح لها بالتحاصص، بواجهة دستور و مؤسسات دستورية، وفق منظور دولة إسلاموية تتمدد (كشعار داعش)، عاصمتها الارجنتين و بقية الدول ولايات عائدة لها وعائداتها تموّل الدولة الأم . . كما صرح قادة إيرانيون كبار بأن العراق ليس دولة و إنه جزء من فارس . . حتى صار نواب و وزراء سابقين و كبار المعلقين في الفضائيات يقولون ان : ايران تشعل الحروب خارجها و تقاتل بابناء الشعوب التي تهيمن عليها و لاتبالي بأرواحهم، عملاً بفكرة (الثغور الاسلامية) قبل أكثر من ألف سنة، بعد تحويرالفكرة لمصالحها الأنانية هي، على حد أقوالهم . .

في وقت تهاجم فيه دوائرها و العائدين لها السيد الكاظمي على تصريحاته بأهمية حصر السلاح بيد الدولة و يدعونه للتخلي و (التغليس عنه) كما فعلت الحكومات السابقة و إن عليه الإعداد لإنتخابات مبكرة فقط ؟؟ ناسين أو متناسين انه، لا انتخابات نزيهة دون حصر السلاح بيد الدولة، لأن السلاح المنفلت سيؤدي الى إجبار الناس على إعادة انتخاب من فشلوا في الحكم و في إدارة دولة ساروا على تحطيمها، أو يؤدي الى تزوير نتائجها تحت تهديد و فعل السلاح كما حصل في الدورات السابقة، و ناسين بأن لامواجهة للأزمة الصحية و الاقتصادية لخلق مناخ آمن لإجراء الإنتخابات دون حصر السلاح بيد الدولة و تجريد الفاسدين من استخدامه، و السيطرة على أموال البلاد.  

 

بقلم/ مهند البراك