لولا العرب بني حسان وإيگاون لما تعربت موريتانيا!! / المرابط ولد محمد لخديم

جمعة, 18/10/2019 - 10:47

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع المحلية في بما بات يعرف بقضية ايكاون وموقف بعض الفقهاء منها

 فأصبحت بين عشية وضحاها هي حديث الساعة في صالونات أنواكشوط بين مؤيد... ومتحفظ... ومشارك.. 

  مشكلة موريتانيا أنها مازالت تعيش تحت أطناب الخيمة ومجالها الجغرافي المنعزل على الأقل في وجدانها..

     هل يعقل أننا مازلنا نرى في كتبنا الفقهية فتاوي مثل:

           الاجتهاد المشهور لأحد فقهاءنا القدامى حيث أباح في إحدى نوازله للرجل الصحيح أن يتيمم لصلاته إذا كان الماء لا يوجد إلا عند أصهاره, اذ أن أخذ الماء  من عند الأصهار للغسل أو للوضوء قد يكون منافيا لتقاليد السحوة, معللا ذالك بأن المشقة الحاصلة من فعل هذا الأمر المشين اجتماعيا هي مساوية لمشقة المرض التي تبيح التيمم ؟!!

      ناهيك عن عشرات مجلدات كتب الكرامات والخوارق. وفتاوى الزوايا حول مال حسان " أصحاب السلطة" آنذاك الذين يسمونهم مستغرقى الذمم، وبعد حسان مال النصارى والذي يسمونه" مال هوش " ولعل هذا ما أوجد تأسيسا دينيا طريقا بجواز الأخذ من المال العام...     وقد لانستغرب أن أرضية مثل هذه أنتجت بعض الأحكام الخطيرة المبنية على اجتهادات تقبل أو ترفض في سياقات تاريخية معينة؟!!

       ونحن نرى أن هذه الأحكام والفتاوى الشرعية مازالت على حالها خاصة في ظل غياب البحث وآلياته.. وندرة التأليف والنشر وفقه الواقع,,,,

    إن هذه الفتاوى فقدت كل أساس كانت تقف عليه، فلم تعد السلطة في أيدي أمراء "حسان" ولم يعد مفهوم "الزوايا" كما كان آنذاك.

    أضف إلى ذلك أن الطائفتان إنما هما جزء من المجتمع الموريتاني المتعدد الأعراق الذي يعيش تحت ظل الجمهورية الإسلامية الموريتانية، كسلطة مركزية، منذ 28 نوفمبر 1960 م تحقق الملكية العامة في كل ما كان من مرافق الجماعة، وعن الضروريات للحياة العامة، وتتولى عن الجماعة شؤونها ووسائلها.

   وإن كانت هذه الاجتهادات قد أدت دورا تاريخيا معينا، فقد تعداها مد العلم والثقافة، ومن الخطأ أن نظن أن أخبار السلف هدف ثقافي يقصد لذاته كمتعة عقلية، دون أن يكون وراء ذلك مشروع إنهاض، وخطة توعية من أجل صنع الحاضر، والتأثير في الأجيال القادمة.

    حسب هؤلاء السلف أنهم كانوا أمثلة مسهمة في صنع عصرهم، وتوجيه معاصريهم، من خلال اهتمامهم بالوقائع والمستجدات، مما جعلهم يسعون إلى تكييف العلوم والمعارف مع مجتمعهم وحياة أناسهم، فسايروا بذلك مختلف الأحداث، مستجيبين للبيئة وخصوصياتها فردوا على أهم الإشكالات التي وردت عليهم فكانوا كلما استفتوا عن النوازل افتوا وأفهموا وبينوا.

    تأسيسا على هذا نرى أن ماتعانيه الأسرة الفنية حاليا لا يختلف كثيرا عن ماكان يعانيه أمراء بني حسان من التفسيق والتكفير أحيانا وغاب عن هؤلاء الفقهاء أو تناسوا أن العرب بني حسان وايكون  لولاهم لما تعربت موريتانيا ومعلوم  أن اللغة العربية هي بيضة الاسلام وديدانه..

والآن لنضع هذا الكلام جانبا ولنعرض لبعض الحقائق التاريخية..

  ( لايعرف تحديدا التاريخ الذي أصبحت فيه اللغة العربية الدارجة المسماة الحسّانية تحكى في البلاد الموريتانية، لكن الراجح أن ذلك تم بشكل تقريبي مع القرن 8هـ/14م لكنه لم يصبح واضحا جليا إلا مع القرن 11هـ/17م بعد أن أكملت القبائل الحسانية سيطرتها على المنطقة.. 

    وهكذا تخلى السكان القدماء عن لهجاتهم الصنهاجية لصالح لهجة عربية مضرية متأخرة هي "الْحَسَّانِيَّة" المنسوبة إلى قبائل بني حسّان..ومن الباحثين من يرى أنها كانت حركة تعرب سريع وعميق...

    فقبائل الزوايا قد تعربت: أي عربت أنفسها، متأثرة في ذلك ولا شك بالوضع الاجتماعي والسياسي الناجم    عن سيطرة بني حسان، لكن الجانب العقدي واللغوي من هذا التعرب لم يكن فيه أي دخل للإرادة السياسية الحاكمة. ويرى آخرون أن هذ التعرب كان نتيجة عاملين متداخلين:

سياسي راجع إلى أن التدين الممتاز والانتماء العربي أصبحا ضرورات الانعتاق الاجتماعي بعد السيطرة الحسانية, فبالأول تكتسب الهيبة في قلوب الحاكمين وبالثاني تحصل القطيعة الكاملة مع الماضي الصنهاجي..

   والحق أن هناك عوامل مختلفة متساوقة أسهمت في صياغة المجال اللغوي والحضاري للمجموعة

الموريتانية القديمة صياغة جديدة أحدثت قطيعة صارمة مع العهد الصنهاجي  ووفرت عناصر ادماج قوية ذاتية وخارجية في العهد العربي.. ولذلك أصبحت هناك وبشكل قوي مظاهر تبني التراث العربي الذي قامت عليه الحياة الثقافية في موريتانيا وأصبحت أنساب العرب وأيامهم وعلوم لغتهم ودواوين شعرائهم دعائم لثقافة الموريتانيين..)(1)

ان اللغة العربية ارتضاها ساكنة المغرب منذ الفتوحات لتكون لغة الثقافة العالمة بدون منازع،ولولا ايكاون لما حوفظ على اللهجة الحسانية ولما وصلت إلينا بهذا الشكل..

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تأخذ الدولة بزمام المبادرة وتشكل لجنة متعددة التخصصات للنظر في رصيدنا العلمي والديني والثقافي ومراجعته بنظرة فاحصة ؟  معتمدين على تراثنا متفهمين لما فيه ، ليس بحثا فقط وإنما تطبيقا وتجسيدا لننشأ حداثة مبنية على أصالة، ومعاصرة مبني على تراث...

     صحيح أننا مجتمع بدوي ثقافته وهمومه بدوية لا اهتمام لها بالمدينة، تسودنا روح القبلية، وإذا كانت هذه الثقافة أدت دورها في فترتها الزمنية ومجالها الجغرافي فانه من غير المعقول استمرار وظيفتها السياسية, في مجتمعنا الحديث الذي يتميز بالتباين والتخصص والطبقية والبيروقراطية....وهذا ما أدى إلى جهلنا بما يدور حولنا دون أن نتخذ منه موقفا بإرادتنا.فقد؛   

    -آن لنا أن نبدع ثقافة تستجيب لمتطلبات عصرنا وطموحنا - آن لثقافتنا أن لا تظل الماضي الأعزل في عالم الدول والأمم والقارات!!  

     إن أهم تحول عرفته نهاية القرن العشرين هو الانتقال مما أسماه (توفلر) بالموجبة الحضرية الثانية التي بدأت مع نهاية القرن السابع عشر الذي كان مصدر الثروة والنفوذ فيها هو رأس المال والإنتاج الصناعي إلى الموجة الحضارية الثالثة التي تمثل فيها المعرفة (إعلام، معلومات، تقنية رقمية) المصدر الأساسي للقوة والهيمنة.

  لقد عجل ظهور مجتمع الإعلام والمعرفة بحدوث تطورات هائلة على صعيد إنتاج وتداول وتخزين ومعالجة المعلومات والاستفادة منها في مدة زمنية قياسية. " إن تزايد نفوذ الإعلام المقروء والمسموع والمرئي يشكل عاملا مساعدا لذيوع الحدث ..وأن الإعلام المرئي يلعب دورا بالغ التأثير في تبليغ الرسالة الإعلامية إلى العالم أجمع".

   إن اختراق المعلومة لكافة الحدود والسدود والحواجز والقيود، وغزارتها بما يشبه طوفان نوح، وسهولة تخزينها

وتصنيفها واسترجاعها، سوف يغير أذواق الناس وأنماط تفكيرهم وأساليب تعاملهم وتحصيلهم وأن تعدد الخيارات أمام الملتقى ووفرتها بين يديه، سوف يكسر احتكارات المعرفة، ويضع الجميع أمام فرص متكافئة يفوز فيه من مكان أحسن عملا.

فقط.....       للأسف لم يستفد الباحث الموريتاني من مجتمع المعلومات بل أخذ منها الجانب السلبي

     فارتباطه بوسائل الأعلام والمعلومات السريعة هذه، حولته إلى متلق يستمع ويشاهد مسترخيا على أريكته، يتجرع ويحتسى كؤوس الشاي المنعنع مع ما يقدم له من دون كبير تدخل أو اختيار...

  آثر ذلك على معاناة القراءة الجادة وما تتطلبه من تركيز ووعي، فتسطحت الثقافة ونتج عن ذلك داء الأمية الثقافية التي أضرت بحركة النقد، وحدت من تداول الأفكار وأدت إلى ركودها، فضمر الإبداع وتحجرت العقول، وغاصت الثقافة في المياه الآسنة..(2)

بالنظر إلى العالم العربي والإسلامي كمرجع فاننا نرى جواز الغناء في الأفراح والمناسبات في تلك البلاد على أن لا يصاحبه خمر ولا اختلاط، وقد أجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة للأنصاروقد استقبلوه وهم يضربون الدفوف مرددين:طلع البدر علينا من ثنيات الوداع***.وجب الشكر علينا ماداع لله داع.

وهذا حسان ابن ثابت يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم(اهجهم فو الذي نفسي بيده إنه لأشد عليهم من وقع النبل) الحذيث, صحيح مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم  (اللهمَّ أَيِّدْهُ بِرُوح القُدُس) متفق عليه

ويرى الإمام أبي حامد الغزالي وابن حزم الأندلسي وغيرهما أن الشعر في نصر الحق وفي تأييد الحق وفي ذم الباطل أمر مطلوب...حتى أن أبو حامد الغزالي يقول في كتابه إحياء علوم الدين: (من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج)

إلا أن الغناء في موريتانيا يأخذ بعدا إسلاميا فليس فيها مغني ايكو الا ويبدأ بالصلاة على المصطفى وتوحيد لله سبحانه وتعالى ناهيك عن التوسل.. والمدح .. ومكارم الأخلاق...

كتب الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد لله في تدوينة له:

- هل في هذا المجتمع فضيلة إلا وكان لإيگاون فيها ضلع ولهم منها حظ؟

إيگاون هم صنّاعُ ورعاة نظرية الجمال في هذا المجتمع، وهم الذين حددوا للقيم حدودها وفضاءها ...

إيگاون هم الذين رسموا لهذا المجتمع معنى (الفتوة) والتميز، الشهامة والنبل ... 

إيگاون هم الذين جعلوا من مدح النبي صلى الله عليه وقيم الاسلام غرضاً شعريا قائما بذاته محتلفا عن غرض مدح أهل الفضل والكرم والسيادة...

إيگاون هم الذين حفزوا أهل الفصحى على الابداع تماما مثلما حفزوا أهل الحسانية...

إيگاون هم الذين أعطوا لهذا الشعب وهذه الأرض معنى، وهم الذين جعلوا منا أمة لها تاريخ يروى وملاحم تضاهي الالياذة والأدويسة والشاهنامة...

من نحن لو لم إيكاون أمامنا وخلفنا؟

ماهو تاريخنا لو لم يسطره إيگاون ويقدموه لنا كدرس في نظرية الجمال ...)

  ونظرية الجمال هذه قد يعجز الإنسان أمام مشاعره في التعبير عنها فأنت لا تملك من اللغة إلا ما يعبر عن هذه المعاني السطحية القريبة، بحيث إذا أردت الغوص على دقائق المعاني المتشعبة تخلفت عنك طاقة التعبير وبقيت مع مشاعرك الصامتة.وفي هذه الحالة تلجأ إلى الغناء والمجاز لتتحايل على اللغة بمعني:

         إذا تأملنا فيما يملكه الإنسان ـ بمعناه الكلي ـ من الطاقة التعبيرية عن الأفكار والمعاني، رأينا الثغرات والنقائض التي تلتبس بطاقته هذه وتمنعه من القدرة عن التعبير عن كل ما يريد بالشكل الذي يريد ومن المعلوم أن مرد البلاغة الكلامية إلى الدقة في مطابقة اللفظ للمعنى إنما سبيل ذلك أن يتسارع إلى الذهن جميع ألفاظ هذه اللغة وما يسمى بمترادفاتها لينتقي منها ألصقها بالمعنى المراد والصورة المتخيلة.

        فبمقدار ما يتم التوافق الدقيق بين المعنى القائم في الذهن واللفظ الدال عليه والمصور له، يتسامى الكلام في درجات البلاغة والبيان.

        ولكن هل يتسنى للإنسان أن يحقق هذا التوافق بمعناه الكلي الدقيق؟

       لن يتسنى للإنسان أيا كان، تحقيق هذا الهدف مهما بذل من تحايل أو جهد، وذلك لسببين:

       أولهما: أن المعاني والتصورات أغزر من الألفاظ وقوالب التعبير. ذلك لان المعاني والأفكار والتصورات إنما تنبعث من داخل النفس الإنسانية، وهي منبع ثر لا يكاد ينضب لمختلف المعاني والتصورات والمشاعر.

       أما الألفاظ والتعابير فإنما تقبل إلى الإنسان من الخارج وهي بالإضافة إلى ذلك محصورة ومتناهية.

       لذا كان من المتفق عليه أن اللغة ـ مهما كان نوعها ـ لا تغطي إلا جزء يسيرا من المعاني والمشاعر.

      ألا ترى أن كلمة (الألم) تستعمل للدلالة على أنواع شتى من المشاعر والأحاسيس والمعاني مثل: اشعر بألم في غرسي بألم في رأسي، بألم المنظر..الخ، دون أن تنجدك اللغة بأي دلالات لفظية يمكن أن تستعمل للتفريق بين تلك الأنواع، وإنما أنت منها أمام هذه الكلمة أو ما قد يشابهها [الألم] ؟.                                                          

        وإن أحدنا ليستعمل كلمة (الجمال) عن عالم واسع من المشاعر والصور والمعاني، وهو يعلم أنها صور ومعان متنوعة متخالفة ، وإن من الجدير أن يلقى الإنسان لكل منها تعبيرا مستقلا مثل: منظر جميل ، قصة جميلة ، شخص جميل ، نقش جميل ولكن أحدنا لا يملك مع ذالك أن يعبر عن هذه الصور والمعاني المتخالفة بأكثر من كلمة ( الجمال) ومشتقاتها.

       وكذلك شأن أكثر كلمات اللغة، ما من واحدة منها إلا وتستعمل لطائفة من المعاني المتغايرة وإنما القاسم المشترك بينها علاقات سطحية تصل ما بينها.

       ولما كانت مشاعر الإنسان واسعة جدا واللغة ضيقة فقد استعان الإنسان منذ أقدم العصور بشيئين حتى يتحايل على اللغة ويوسع من مدلولها قدر الاستطاعة.

       الوسيلة الأولى: الغناء؛ فالإنسان الذي يغني تطوف بمشاعره معان وخلجات وأحاسيس يستنجد باللغة ويعتصرها للدلالة على المعنى الذي يريده فلا يجد ما يطمح إليه. لذا يستعين باللحن وبالنغم يتأوه ويودع مشاعره ليتمم ما عجزت اللغة عنه ويتضح هذا بالنسبة للمستمع عندما يطرب لأنه شعر بالمعاني الكامنة بين جوانحه والتي عجزت اللغة عن التعبير عنها فتفاعل معه في هذا الشعور.

       إذن الغناء إنما وجد ومنذ أقدم العصور لكي يتحايل الإنسان بواسطته على اللغة فيوسع من اللغة عن طريقه وعن طريق اللحن، والشجو، وما إلى ذلك ( وهذا هو عجز الإنسان أمام اللغة من باب التصوير ).

       الوسيلة الثانية: التي استعان الإنسان بها وتحايل على اللغة عن طريقها،هي وسيلة  المجاز: الاستعارة، التشبيه، الكنايات..

         المجاز؛ هوتعبير بأشياء خارجة عن دلالات الحقائق, لأن لغتنا ضيقة فتحايلنا عليها عن طريق إختلاق صور من المجاز، تقول: سال الوادي، الواقع أن الوادي لم يسل، الماء هو الذي سال...لكنني عندما أنظر إلى هذا الوادي وقد اهتاجت المياه في داخله وأصبحت تتدفق أنظر وأجد أن الوادي هو الذي يسيل هذا الشعور كيف أعبر عنه، أتحايل عليه وأجد المجاز أصبح بابا واسعا جدا أضاف إلى اللغة لغة أخرى وبهذا يكون الغناء عاملا أساسيا  عندما يعجز الإنسان في التعبير عن المعاني والأفكار...‼(3)

 

    إن الخطأ الذي يقع فيه الباحثون عندما ما يدرسون المجتمع الموريتاني (مجتمع البيظان) هو عدم وعيهم بالمجال الثقافي الموريتاني حينما يغلبون فيه الروافد العربية والإسلامية الوافدة على العادات والتقاليد للسكان الأصليين...

والإصلاح يتطلب خطة مدروسة نابعة من الواقع المفترض ولهذا يجب علينا أن نطبع تصورا ونرسم له مطامح، ونخلق له اتجاه معين يهدف إلى التقدم ولكن هذا سيبقى عقيم إلا إذا تجاوزنا هذه الأمور إلى عقل المجتمع لينتظم في نطاق اتجاه محدد يستمد منه فعاليته.بالتوعية الكاملة، بابتكار نماذج جديدة للتغيير تنسجم مع عقيدتنا، وأهدافنا، وعقلنا الجمعي الإيجابي، وتستوعب طبيعة التحديات المتصاعدة، التي تواجهها الأجيال الناشئة.

   و إذا لم  نبدأ بتشخيص واقع الشعوب لن نتوصل الى بنتيجة, صحيح أن الذين يمارسون النقد يلقون الكثير من المشكلات مما دفع جل الناس إلى إيثار الصمت، و تجاوزه بعضهم إلى تزيين الخطأ وتلميعه، مما جعل المشكلات تتراكم، وتفرخ، وتصبح أشبه بأوبئة مستوطنة.

   غير أن أهمية النقد تكمن في أننا بشر نصيب ونخطئ، والجميع يعترف بذلك، لكن سلوكنا لا يترجم ذلك الإعتراف

    هذا مجرد رأي شخصي قد يكون صائبا وقد يكون خاطئا حاولت فيه تشخيصا لواقع حالنا الذي يحتاج إلى دراسات كثيرة ميدانية اجتماعية ودينية منصفة.

إن الإصلاح لا يمكن أن يتم بشكل فردي بل يجب أن يكون بالتشاور بين جميع الأطراف المكونة للدولة والراغبة في الحوار بجدية.....    

علينا أن نتحاور ونتصارح لتقوية نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية وأن نرسم مستقبلنا ككيان تترصده المخاطر من كل مكان في ظل مناخ دولي وإقليمي متقلب.