ألانفجار إن حدث سيدمر المشروع / سيدي عيلال

أربعاء, 27/11/2019 - 10:32

إلى عهد قريب ظلت الدولة في فبضة نظام اجتماعي تقليدي يعيد انتاج نفسه كل حين يحتفظ لنفسه بحق احتكار الوطن وخيره ويستغل الجماهير الكادحة في القرى والأرياف خدمة لاستمراره ووقودا لمشروعه التراتبي الإقصائي فتحالف الزعامات التقليدية القبلية والجهورية وأدعياء الدين ظل يجثوا على آمال الاغلبية المحشورة في حظائر الخوف والتخويف والتهميش والإقصاء المبرر بأساطير الاهلية والفئوية رغم الاخوية في الدين والوطن وهي الوضعية التي افرزت كتائب من الاحتكاريين الذين شجعوا نهب الوطن وشرعوا استعباد الضحايا والتلاعب بمشاعر وآمال وجهود الشعب وأجهضوا كل محاولة تصحيح او اصلاح وتمكنوا من امتلاك حق الولوج الآمن الى حياض الوطن المفصل اصلا على مقاسهم المطاط حتى تظل جحافل الابرياء الاغبياء المحتجزين مفتونة بأصالة السيد وكرامة ابناء الصالحين وأولياء البطون رغم انهم يعرفون ولكنهم يتجاهلون ان الافضلية للتقوى وان الاهلية بالإسلام وان لا فضل لعربي على عجمي الإ بالتقوى وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ .

وحينما تمكن العالم من اختزال   مسافات تباعده  وضغط مساحاته حتى كاد ان يكون قرية واحدة وحدثت إنفجارات  ديمغرافية في صفوف الجماهير الكادحة والمستسلمة والمهمشة واخترعت التكنولوجيا المزيد من كماليات الحياة للذين يطيقون تلك الكماليات ازداد اتساع الهوة وتجاسرت الجموع على تسلق السور وتعمدت احيانا اختلاس النظر وجربت رفع الصوت من بين الفجاج فالحاجب هذه المرة من جيل آخر يرفض الظلم ويأبى الهوان ويحب لأخ الملة ما يحبه لنفسه فعلا وواقعا لا مراء ولا مسايرة بدأت تلك الجموع تدرك حجم الغبن وضخامة الظلم وتكالب القطيع حينها بدأت نواقيس التغيير تدق وأجراس الرفض ترن لهذا تحاول قوى الظلام جر الرعية الى كهوف الممارسات المنتهية الصلاحية حينما بلغ عجز السادة حد توفير لغمة العيش الرخيصة مقابل الحياة الذليلة .

من هنا يدخل الصراع الراهن المفتعل كذريعة للقضاء على حلم المساواة الذي تشدقت به يوما كل الزعامات المحتكرة لهذ الوطن الرازح تحت وطأة الجهل والتخلف والعنصرية المتبادلة والتشبه بمآثر اهل الفضل ولو ان المتشبه لا يمت بصلة للمتشبه به فالفلم رديئ التمثيل والإخراج والقصة فعلا قصة شرقية ختامها اشباع غرائز ونهب لحظات طويلة ومؤلمة من تاريخ الأمة والوطن وسد كل درب فتحته ارادة  احد ابناء هذ الوطن غرد ملئ حنجرته خارج سرب الاحتكاريين وأحفادهم وأغض الطرف عن جموع المتسللين او لربما مهد الطريق وزرع في اذهان الضحايا حق المساواة وحق الإخاء وحق العدل للجميع لأن الأساطير التي تأسس عليها الوطن تم تحديثها بفعل الزمن وبفعل الإرادة الواعية المسئولة عن تطبيق شعار الجمهورية حينما اتيحت لها تلك الفرصة او صنعتها رفقة كوكبة من جيل واحد اثر فيه كثيرا واقع الوطن وفداحة ظلم قياداته السياسية والفكرية والتقليدية وما وصل اليه مؤشر الاحتقان فالإنفجار إن حدث سيدمر المشروع وسيعيد المنطقة الى وضعها المظلم والمخيف وسيعيد المنطقة الى وضعها المظلم والمخيف لذالك فالنحمي الوطن فهو ثروتنا الوحبدة المشتركة