دوال في خطاب غزواني / سيد المختار علي

ثلاثاء, 05/03/2019 - 13:07

السميائيات  مطاردة للمعنى لا ترحم ، بقدر ما يتمنع ويتدلل ويزاد غنجه ، بقدر ما يكبر حجم التأويل ويزداد كثافة وتماسكا . ليست السميائيات  التورط الحصري في اكتشاف الدلالة والقبض على المعنى وآليات إنتاج الخطاب ، بل هناك مناهج كثر  ورغم ذلك تظل الموضوعية – خاصة في رحاب الانسانيات – عصية .وارجو  من سدنة القلم وصانعي الرأي العام الخروج من ثنائية ( المدح والهجاء) كيف نساهم جميعا في النهوض بوطننا .

بدت لي  الملاحظات التالية على خطاب المرشح غزواني :

1 -محاولة تبرئة  ذمم الانظمة الماضية عبر :

* تبني المنهج التاريخي الذي يربط الظواهر والحوادث بلحظات انبثاقها وسياقات تكونها ورصد العلاقات المتبادلة بين الارضية المنتجة للحدث .

* اعتماد البداهات : العمل الانساني تأرجح بين الخطأ والصواب ، بحكم الجبلية البشرية

*- دوائر الخطأ في ممارسات الانظمة المنصرفة تجبها النية الحسنة  ويمحوها أثر الاجتهاد

* اللجوء إلى المنطق الديني : المجتهد مترر بين العذر والاجر

2-طغيان ضمير المتكلم في الخطاب ، بدون معية غالبا

3 الغبن الاجتماعي والاقتصادي سيعالج  ، لكن المرشح صمت عن الظلم السياسي وهو صمت يضج بالكلام

4 – سر العشرية الذهبية هو ارتفاع الروح الوطنية  مما قد يفهم منه أن الانظمة السابقة .....

5- من معجزات العشرية الاخيرة  صون الوحدة الوطنية  وتعميق الديمقراطية ( رغم أن العشرية الاخيرة في –رأينا – كانت انوذجا حيا لتنامي العرقية والشرائحية  ، كما شهدت اقصاء طيف واسع من المعارضة من المشهد )

5 مؤهلات المرشح تتصدرها التربية أي البعد العرفاني الاشراقي ( وفي ذلك إيقاظ للتراتبية التي تعهد المرشح في صدر الخطاب بمعالجتها  ضمن الغبن الاجتماعي)

6 لغة سلسة ناعمة ومهادنة تخطب ود كل أطراف المشهد بنسب متفاوتة

7 حضور مسرحي مقبول و نبرات الصوت تشي بثقة قوية بالذات .

8- السيدة الاولى حضرت كمواطنة ليس إلا .(..؟....)

9 – للعهد عندي قيمة –اعتقد – أنه ليس تعريضا بقدر ما هو استثمار وتلويح بالبعد التربوي الذي سيذكر لا حقا في خطاب الرئيس ضمن مؤهلاته .

ورغم ذلك كله فهو خطاب مهم ولا يخلو من وجاهة وإن كان  مازال وحيدا في أرضية المنافسة ، فبضدها تتميز الاشياء .

سيد المختار علي 2019-03-04 .