مأساة طفل لقيط أصبح الآن رجلا لكن المجتمع يرفضه (حقيقة مؤلمة)

أربعاء, 02/05/2018 - 09:24

خرج "الداه" إلى هذه الحياة بطريقـة غير شرعيـة، فقد وضعته والدته مكتملا بعد محاولات منها لقتله

وهو في بطنهـا خوفا من اكتشاف العار الذي سيلحق بها وبأسرتها ,لكن الله شاء أن يولد حيا.

بعد ولادته حاولت التخلص منه ايضا ,غير أن أختها الكبرى أشارت عليها برميه في وقت متأخر من الليل في مكان عام يرتاده الناس ـ عادة ـ حتى يجد من يتكفل برعايته.

ويشاء الله عز وجل أن يلتقطه أحد المارة فيقوم بتسليمه لأحد المستشفيات في المدينة ,حيث اقترحت إحدى الممرضات أن يُسلّم لأسرة كانت قد أوصتها برغبتها في تربية طفل او اثنين من اللقطاء بسبب حرمانها من الاطفال.

اتصلت بالعائلة وحضرت لاستلامه وأعطته اسما مشابها لإسم والدها "الداه" ,وكانت الاسرة لديها قبل الداه لقيطة أخرى سموها (منت الحكومة) فتكفلت برعايتهمـا ليصبحا بمنزلة الأخوين.

ولئن حُرم  الداه من ثدي والدته وحنانهـا، فقد وجد الحنان والحب الكبير عند مربيته أو بالأحرى أمِه الجديدة.

لم يكن الداه يعرف ـ في البداية ـ قصته المأساويـة، وكان الأطفال في مثل سنه يلقبونه بأسماء غير محترمـة ، وكأنه هو من قام بذلك العمل المُشين والمحرم ,مع انه لا يتحمل أي ذنب ولا جريرة.

 تزوجت "أخت" الداه بعد أن أصبح عمره 12 سنة فهي تكبره بخمس سنوات ، لكن "أمه"مَرضت بمرض مزمن ـ عافانا الله واياكم ـ وكان أبوه قد بلغ من الكبر عتيـا، وبمعنى آخر ,فقد أصبح الآن هو "رجل البيت" ,فهو من يتكفل بمصاريف علاج أمه من عمله البسيط ، حيث أنهم كانوا من العائلات الفقيرة.

  لم يبخل الداه على أمه فكان يعتني بها ويأخذها الى المستشفى كل ما شعرت بألم حتى وافاها الاجل المحتوم ,  لكنها ـ رحمها الله ـ توفيت وهي غير راضية عن حال ابنها المِسكين ووضعيته،  وبرحيلها شعُر الداه بالمرارة واليتم والوحدة.

تزوج "والده" بامرأة تستحق وصف الشريرة، لأنها لم تكن تهتم به ولا تقوم بواجب الرعاية لوالده أيضا.

بعد سنوات بدأ يبحث عن حقيقته، فقد أدرك يقينا أنه ولدٌ "لقيط" وبعد رحلة شاقة من العناء والبحث , وبمساعدة أناس خيّرين ,وصل الى أمه الحقيقيـة، فذهب إليها وتكلم معها، فلم تصدق المرأة في البداية أن ابنها هو مَن يقف أمامها الآن ، وكانت متزوجة برجل آخر لم تُنجب منه أطفالا.

حاول الداه التقرب من والدته قدر المستطاع، عَلَّه يجد الحنان والعطف اللذين فقدهما من سنين طويلـة، لكن أمه ذات القلب المتحجر كانت  سيئة الظن بابنها، حيث اعتقدت أنه ما جاء بعد هذه السنوات الا للبحث عن المال  ,فلم يشعر منها يوما بأية عاطفة أمومة ,فتركها وذهب لحال سبيله...

وبعد فترة ,مرضت وأجرت عمليـة جراحية خطيرة، فلما علم بالأمر ,قام بزيارتها واطمأن عليها.

 وبعد خروج والدته من العمليـة، باعت أرضا كانت تملكها وقسمت ثمنها على أقربائها دون أن تعطيه أي شيء.

في تلك الاثناء ,تعلق قلب الداه  بابنة خالته الحقيقية وهي كذلك تعلق قلبها به، وعزم على التقدم لخطبتها.

أخبرته ابنة خالتـه أن والدته باعت أرضا تملكها ووزعت ثمنها على أقاربهـا، فذهب اليها وتحدث معها وعاتبها وقال لها : أنت تعلمين يا أمي بأن حالتي يُرثى لها ,وانني لا أملك شيئا ,لذلك كان الأولى أن تعطي ولدك جزءا من المال مهما كان ,فقالت له أنت أتيت فقط للبحث عن المال ، لذلك سأعطيكَ مبلغا مقابل أن تكتب لي وثيقة تتعهد فيها أن تغادر ولا تعود إليّ ثانية ولا تطلب مني أي شيء ,بل تختفي من حياتي نهائيا.

عند ذلك تأكد أن أمه لا ترغب في وجوده ، بل انه قد يشكل عائقا في طريقها وفي علاقتها مع زوجها ،ففضل الانسحاب بهدوء.

أما بالنسبة لابنة خالته فعند ما ذهب لخطبتها، قابله أخوها بالرفض قائلا :

لو كانت لك أخت هل ستزوجها بإنسان مثلك يا ترى!!!!

 أطرق رأسه ولم يجب ,وخرج هائما على وجهه يسأل نفسه : ماذا ذنبي وماذا جنيتُ ليعاملني الجميع بهذه الطريقة؟.

 

قصة صححها وأعدها للنشر موقع الجواهر