المناهج الدينية تولِّد الإرهابيين/ المفكر العربي الكبيرعلي محمد الشرفاء الحمادي

خميس, 15/08/2019 - 08:49

أدعو الله أن يستيقظ أصحاب القرار في وضع خطة استراتيجية لتصحيح المفاهيم الإسلامية المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي المفكر العربي

الاٍرهاب فكر تشرّبته العقول والمناهج الدينية ذات مرجعية الروايات والإسرائيليات، التي وضِعت بدراسة علمية للنفس البشرية، لتشكيلها بما يحقق أهداف أعداء رسالة الإسلام ويوظفونها في خدمة القتل والتدمير لإخوتهم وأبناء جلدتهم لتخلق حالة من الصراع الديني في المجتمع العربي المسلم، حين تتحول مضمون تلك المناهج عند الجهلة بالإسلام إلى عقيدة راسخة في عقولهم بأن كل جريمة يرتكبونها ضد الإنسان، هي أمر إلهي يكتسب رضى الله ويجازيه بالجنة.

وأن كل من لا يسير على دربهم فهو كافر، فحق عليه العقاب بالقتل، وذلك يكفّر عن القاتل كل سيئاته ويمنحه الله جنة النعيم.

وأن أكثر الناس في المجتمع كفرة، وعليه مسؤولية توقيع الحد الإلهي، والتكليف له بالتنفيذ، يكسبه قربًا من الله وفي الجنة تتلقفه الحور العين، تحقق له المتعة الأبدية والسعادة، حيث لا يجدها في حياته الدنيا، فيسعى إليها دون تردد بتفجير نفسه في الأبرياء.

هكذا استطاع علماء اليهود وحاخاماتهم، أن يعبثوا بالإسلام، ويحولوا شبابه بمنهج الروايات المزورة على الرسول، وسُميت «أحاديث»، حتى يتم تصديقها وتقديسها، وما تنفثه من سموم في عقول الشباب، وتعلمه لهم من خطاب الكراهية ونشر الفتنة والتحريض على القتل، فإن ذلك ما يدّعون على الرسول، كقولهم: «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله …»

والله سبحانه يخاطب نبيه بسؤال استنكاري فيقول: «أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» (يونس: 99).

والله يوجه رسوله بقوله: «»وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ» (الكهف: 29).

وقوله تعالى: «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (النحل: 125).

مرجعية الروايات أم الآيات البيّنات؟

كيف استطاعوا تغييب هذه الآيات العظيمة، التي تعبّر عن الحرية وأسلوب الدعوة الحضاري، إلى تدريس طلبة الأزهر تلك السموم والافتراءات على الرسول، ليتخرج الشباب بعقول مشوشة وصورة مشوهة عن دعوة الإسلام.

كيف تشتكي الدولة من الإرهاب والمؤسسات الدينية تخرّج آلاف الإرهابيين، بذلك الفكر المجرم، الذي تخلّى عن رسالة الإسلام التي تدعو للرحمة والإحسان والعدل والسلام والتعاون والله يأمر عباده بقوله: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ…» (المائدة: 2).

هل يجوز المجاملة في حق الله وحق رسوله؟ هل نخشى عباده الذين تورمت ذواتهم وتعالت نفوسهم على الله وهجروا كتاب الله وهو شاهد عليهم؟.. حيث يقول سبحانه: «وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا» (الفرقان: 30).

كيف سيكون حساب أولئك الشيوخ يوم الحساب؟.. هل ستكون إجابتهم بقوله سبحانه:

«وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا» (الفرقان: 27-30).

فكيف نقدس كتاب يتناقض مع القرآن الكريم، وهو الخطاب الإلهي للناس يدعوهم للإسلام والرحمة والإحسان والعدل؟.

كيف تترك الدولة منابع الإرهاب تترعرع فيها كافة الثعابين السامة، لتفتك بالشعب المصري، قتلًا وذبحًا وتدميرًا وحرقًا وفسادًا في الأرض، والدولة تعرف مكمن الداء؟..

لماذا الاستسلام لكتبهم المبنية على التزوير والتحريف؟

ألم يحسم الله سبحانه قضية الروايات «المفبركة والمفترية على الرسول»، بقوله سبحانه يخاطب رسوله: «تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ» (الجاثية: 6).

أدعو الله أن يستيقظ أصحاب القرار في وضع خطة استراتيجية لتصحيح المفاهيم الإسلامية، لكي تكون مرجعية رسالة الإسلام الوحيدة هي كتاب الله المبين، ويتم تأهيل الخريجين من المعاهد الدينية، بكافة مستوياتها، على هذا الفهم الصحيح للدين، كإجراء وقائي حتى يتم اقتلاع السموم من عقول الشباب، وليس هناك طريق آخر لإصلاح ما تم إفساده إلا بالعودة للخطاب الإلهي

رحم الله الأبرياء الذين سقطوا ظلمًا وعدوانًا.. وتبقى المسؤولية مواجهة شُجاعة لكتب الشر والإجرام.

المصدر:

مقال «تعليقًا على الحادث الإرهابي بمعهد الأورام.. علي محمد الشرفاء يكتب: المناهج الدينية تولّد الإرهابيين» المنشور بموقع «الشعلة»