تغريد خارج السرب : الرعية على قلب من ؟

أحد, 02/09/2018 - 11:24

بعد صلاة الصبح توجهت باك ار إلى المكتب الذي سأصوت فيه وهو قريب جدا من منزلي في نواكشوط ولتلافي طول الانتظار في طابور الناخبين قمت بأخذ ( الاحتياط الثقافي اللازم ) في مثل هذه المناسبات قبل الدخول إلى صندوق الاقتراع حملت معي من مكتبتي رواية الكاتب امبارك ولد بيروك de griot le èmir'l والتي سبق ان اقتنيتها قبل أشهر قليلة من إحدى المكتبات في تونس ورغم أنني قرأتها كاملة حينها فقد وجدت فرصة اليوم أيضا لاعادة ق ارءة هذه الرواية في طابور الانتخابات فربما وجدت في أجوائها السردية من الناحية التاريخية والثقافية والسياسية ما يمكن ان يتنزل بمعنى من المعاني في السياق العام للمجتمع الموريتاني الذي يتوجه اليوم للمشاركة في هذه الانتخابات كانت الساعة تشير إلى السادسة والنصف صباحا عندما أخذت مكاني في الطابور وقد وجدت امامي عددا من ( طيور الفجر ) رجالا ونساء م اربطين في المكان وكأنهم قد باتوا ليلتهم هنا بهذا الصعيد السياسي منهم قيادات بارزة في أح ازب سياسية معروفة و"مناضلون ومناضلات" من مختلف الجهات والتيا ارت استغرقت في ق ارءة الكتاب بعد تبادل التحية مع الحضور وهي فرصة أيضا لتجنب حوار مفتوح بين ألوان الطيف الموجود في الطابور كان يمتد في كل الاتجاهات من طريقة التصويت إلى مستقبل استم ارر الرئيس الأمريكي ت ارمب في السلطة !! وصولا إلى شور سيني في الموسيقى الموريتانية ومواضيع أخرى كانت ط ارئق قددا عندما التحقت بالركب صحيح أنها كانت حالة نشاز فلا معنى بالنسبة للكثيرين للق ارءة في طابور الانتخابات فالجميع إنما جاء لق ارءة من نوع آخر هي ق ارءة الطالع السياسي وق ارءة الحظ وق ارءة ما بين السطور والالوان والعلامات والرموز المتشابكة التي لا تكاد ترى أحيانا بالعين المجردة فيها كل رموز الكون وما فيه من حيوانات مفترسة وأليفة وكل ما يخص عادات وتقاليد المجتمع المحلي من إيحاءات المخيال الشعبي باستثناء القلم والكتاب وفن أزوان ! صبرت على هذه الحالة من المنفى الاختياري خاصة وان البعض من مختلف الجهات كان يرمقني بنظ ارت أشبه بالاستغ ارب في ساحة الانتخاب وفي الأخير لم انتبه من هذه العزلة الشعورية الا عند الساعة الثامنة والنصف - اي بعد زهاء ساعتين - وقد نادى المنادي علي من قريب ( بوي هاه صاحب لكتاب اتفضل اطلسنا ذا ماهو بل لك اريه ولا لكتوب ) كان أحد ح ارس مكتب التصويت ح ارس المستقبل تفاؤلا دلفت سريعا وتأبطت معي خمسة أمتار طولا وعرضا ألوانها فسيفساء متداخلة تشبه حالة م ازج سياسي نكد؛ هي عدد اللوائح المعنية بالتصويت وبدأت ق ارءة رواية أخرى ربما يكون العنوان المناسب لها ( الأمير وقلب الرعية ) فصولها بدات الآن وقد لا تنتهي غدا للناظرين من و ارء ستار !