آيادي الخديعة تتلاعب بالعقول

أحد, 25/07/2021 - 12:08

الزهرة انفو ـ منذ قديم الزمان و السيطرة على الرعية هو هاجس الحُكَّام الأول الذي يؤرقهم ويقض مضاجعهم الوثيره. كيف لا و التاريخ مليء بأحداثٍ تروي لنا قصصاً لملوك سقطوا من عروشهم وآخرون يصعدون بدعمٍ من شعوب هائجة غاب عنها العقل و المنطق، واصبحت العاطفة محركها الأساسي.

فلا أحد يصمد أمام قوة الجماهير الغاضبة اذا ما انفصمت عُرى الخوف و تصدع حاجز الهيبة.

تنوعت أساليب الحكام وسلكوا طُرقاً متعددة لتركيع الشعوب محاولين إطالة أمد بقائهم، أو تمرير بعض القرارات رغماً عن إرادتها. فمنهم من انتهج التعذيب و القمع، وآخرون سلكوا الدرب الأكثر خبثاً وهو التحكم بالعقول و التلاعب بها كيفما شاؤوا.

و في ثلاثينيات القرن الماضي نشأ على يد النازيين وفى سرية تامة علم "هندسة العقول"، و سخَّروا كل إمكانياتهم لدراسة العقل الباطني المسؤول عن تخزين الذكريات و المشاعر المتراكمة منذ الطفولة؛ و كان الهدف الأساسي منه هو التشويش على العقول، و إدخال الشكوك وضرب المعنويات، و احتواء الشعوب و الجماعات لتوجيهيهم من قبل الحكومات لأغراض تصب في مصلحتها.

يعتمد علم هندسة العقول على مجموعة من القواعد التي تشكَّل حبال توثق عقول الشعوب وتقودها من غير دراية.

ومن أبرز هذة القواعد و أخطرها هي التضليل الإعلامي، الذي يعتبر اداة فتَّاكة للسيطرة عن الخبر و التلاعب به، واستخدامه كوسيلة لنشر الشائعات الموسمية الكاذبة في باب الإصلاحات لتتعلق الشعوب بتلك الآمال وتصاب بالخدر، و قد ينتهجوا سياسة التكرار التي تقتضي تكرار فكرة معينة مغلوطة بشكل متواصل حتي تثبت وتستقر في عقول الناس.

و لا تكتمل تلك الصورة البشعة إلا بالإغتصاب العاطفي الذي يُغرق المجتمع ببحرٍ من الموضوعات الخبيثة و الإنحلال الأخلاقي، وتقديم الساقطين على إنهم رموز المجتمع، لغمس تلك العقول المستهدفة في الشهوات، وتعطيل التحليل المنطقي لديها ويَسهُل إنقيادها بعد ذلك.

ولايقف الأمر إلى هذا الحد، بل يستمر في الإنحدار ليصل إلى التفضيل وخلق الطبقية، و التجهيل الممنهج ناهيك عن التزوير التاريخي.ويبقى أخطر تلك القواعد هي التخدير الديني واستخدام رجال الدين لتوجية الشعوب باسم الدين.

ولا خيار أمامنا لننجو من تلك السياسات الخبيثة إلا بالوعي، وإدراك حجم الخديعة التى تُحاك ضد عقولنا، ومحاولاتهم الحثيثة للسيطرة عليها واستغلالنا للوصول إلى مآربهم التى في العادة لا تكون إلا لصالحهم.

رجاء