أحد السياسيين، أقام علاقة مع راقصة بسرية تامة، وأخفاها عن أقرب المقربين له وحتى حراسه ومرافقيه، بعد فترة شعر وكأنه وقع في حبها وأراد الزواج منها، طلب من مرافقيه بإجراء التحريات اللازمة عنها وعن سيرتها الأخلاقية، بعد فترة ورد التقرير عنها يفيد : صحيح هي راقصة، ولكنها خلوقة جداً ولكن لوحظ في الأيام القليلة الماضية، أنها على علاقة مع، سياسي قذر، مرتشي، فاسد، باع نصف البلد، وهذا يضر بسمعتها مستقبلاً .
كتبت سابقاً : أن ممثلة أفلام اباحية ( بورنو ) مشهورة جداً أرادت الإعتزال، سألها الصحفيون إن كانت تريد احتراف السياسة مستقبلاً؟ أجابت : لا فأنا أخاف أن تتلوث سمعتي، ولكن من المحتمل أن احترف القوادة لأنها مهنة أشرف .
في فترة الشباب قبل أكثر من عشرين عاماً، كنت لاعباً بالكرة الطائرة، في احد النوادي الرياضية الأردنية، وكنت أتجهز للتوجه إلى التدريب في صالة الجمنيزيوم في جامعة اليرموك، طلب مني إبن شقيقي الطفل في ذلك الوقت مرافقتي، فرفضت ذلك، وقام بالبكاء، صرخت عليه، وقمت بتهديده بالضرب إن لم يصمت، تدخلت والدتي في حينها وقالت لي : يمه احكي معه بالسياسة !! استفسرت منها عن معنى احكي معه بالسياسة؟ آجابت : يعني اضحك عليه، اكذب عليه، اعطه وعد أنك ستأخذه في المرة القادمة ولا تنفذ، بالفعل عملت بما طلبت منى والدتي، وسكت ومنذ ذلك اليوم، فهمت معنى السياسة بلغة أمي التي لا تقرأ ولا تكتب، أنها فن الكذب والمراوغة والخداع والوعود والعهود الغير صادقة .
ما دعاني هذا اليوم لأن أكتب في هذا الموضوع، هو ما بدأت ألحظه من تململ في صفوف المتقاعدين العسكريين واتجاههم للسياسة، ومشاركتهم الحراكات غير المؤثرة لإفتقارها إلى القيادة الحكيمة التي تقدم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، وربما تتجه نية البعض أيضاً لتأسيس حزب سياسي كما سمعت .
أنا ضابط متقاعد من أحد الأجهزة الأمنية، لا أتكلم بالسياسة كثيراً ولا أجيدها، وإن كنت أكتب بها أحياناً، بحكم أنني أعيش بمنجم فحمها وتؤثر في حياتي ولا بد أن أتلوث بقذارتها، ولكن لن أمارسها، العسكري والجندي لا يمارس الحب إلا مع البندقية بشرف، وممارسته للسياسة هي تشبه ذلك القديس الذي يُصادق المومس ويحمل ملابسها، لذلك لنبقى نحن المتقاعدين العسكريين على طهرنا ونقائنا وصدقنا، فنحن لا نجيد ولن نجيد ما يقوم به السياسيين في هذا الوقت، وبما وصفتهم به والدتي .