فى ظل الارتفاع المفاجئ فى عمليات الاحتيال عبر الإنترنت وانتهاكات البيانات خلال العامين الماضيين، أصبح من المهم أن تضع شركات التكنولوجيا تدابير قوية للبقاء متقدمة على المتسللين.
ووفقا لما نشره موقع TOI الهندى فبما أن كلا من المستهلكين والبيانات المهمة يتم حفظها فى مراكز البيانات الضخمة على مستوى العالم، فقد أصبح الحفاظ على هذه المرافق من الهجمات السيبرانية على مستوى العالم أمر ذى أولوية قصوى للعمالقة مثل جوجل وأمازون وفيس بوك وغيرها.
فنجد على سبيل المثال أن مايكروسوفت قامت بوضع مركز بيانات تجريبى فى حجم حاوية شحن فى قاع البحر بالقرب من جزر أوركنى فى اسكتلندا، وذلك لمساعدة المجتمعات الساحلية على الاتصال بالإنترنت بطريقة آمنة وفعالة، إذ أن مراكز البيانات تعد فى الأساس تسهيلات تتمحور حول عمليات ومعدات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالمؤسسة، وكذلك حيث تقوم بتخزين بياناتها وإدارتها ونشرها.
وبما أن مراكز البيانات يتم دعمها بشكل عام عن بعد، فقد تكون الهجمات البدنية أقل جاذبية من الهجمات السيبرانية بالنسبة للجهات الفاعلة السيئة، كما يقول الخبراء، حيث قال سانجاى كاتكار، المدير الإدارى المشترك رئيس قسم التكنولوجيا بشركة Quick Heal Technologies Limited IANS الأمنية: "فى حين أن الأمن المادى له أهمية قصوى فى مراكز البيانات إلا أنه من الأهمية أن تقوم المنظمات بتعزيز وضع الأمن السيبرانى من خلال تقييمات شبه منتظمة واختبارات الاختراق للتحقق من استعدادها لمواجهة التهديدات السيبرانية".
وقامت جوجل بإنشاء خوادم مخصصة حصريًا لمراكز البيانات التابعة لها، ولم تقم أبدًا ببيعها أو توزيعها خارجيًا، إذ تقول الشركة: "لقد قمنا أيضًا بتصميمها بحيث لا تتضمن أجهزة أو برامج غير ضرورية - مما يقلل من عدد نقاط الضعف المحتملة"، مضيفة أن لديها إجراءات قوية لاستعادة القدرة على العمل بعد الكوارث، فعلى سبيل المثال، فى حالة نشوب حريق أو أى تعطيل آخر، تحول جوجل الوصول إلى البيانات تلقائيًا وبشكل سلس إلى مركز بيانات آخر بحيث يمكن للمستخدمين مواصلة العمل دون انقطاع، وقد أوضحت الشركة على موقعها على شبكة الإنترنت "مولداتنا الاحتياطية فى حالات الطوارئ تواصل تشغيل مراكز البيانات حتى فى حالة انقطاع التيار الكهربائى".
فخلال عمل أى مستخدم، تقوم شركات التكنولوجيا الكبرى تلقائيًا بنسخ البيانات المهمة، كما تتعقب الشركات بدقة موقع وحالة كل قرص صلب فى مراكز البيانات الخاصة بها وتدمر محركات الأقراص الصلبة التى وصلت إلى نهاية حياتهم لمنع الوصول إلى البيانات.
فعلى سبيل المثال قامت شبكة فيس بوك ببناء أول مركز بيانات فى Prineville فى ولاية أوريغون الأمريكية ويتألف المجمع الآن من ثلاثة مبان ضخمة، تبلغ أصغر مبانى مراكز البيانات الثلاثة حوالى 350،000 قدماً مربعاً، والأحدث، الذى لا يزال قيد الإنشاء، ستبلغ مساحته أكثر من 450،000 قدم مربع، إذ أن كل واحد يمكن أن يحمل بسهولة حاملة طائرات حديثة ولا يزال لديه الكثير من المساحة المتاحة".
اليوم السابع