الزهرة أنفو : هذه قصة واقعية يرويها امام مسجد معروف, وقد حدثت بعد صلاة العصر , حيث يقول الامام :
أحضر جماعةٌ قبل صلاة العصر بقليل جثمانَ امرأة للصلاة عليها وبعد أن انتهت صلاة الفرض طلبتُ من المصلين عدم مغادرة المسجد حتى نصلي على الجنازة ـ كما جرت العادة ـ ثم قمت وكبرت وكبّر الحاضرون من خلفي حتى وصلنا للتكبيرة الثالثة وهي التي يكون الدعاء بعدها للميت كما هو معروف.
ويضيف الامام قائلا : أثناء الدعاء سمعت معركة مرعبة وضربا وصخبا في الصف الاول من خلفي لدرجة أنني قطعت صلاة الجنازة والتفتُّ خلفي لأعرف ما الذي يجري واذا بزوج المرأة المتوفاة ـ وكان قويّ البنية ـ يمسك بخناق أحد المصلين بجانبه ويكيل له اللكمات والشتائم ، فقمت ـ وبمساعدة الحاضرين ـ بالتفريق بينهما حتى لا يقتل الرجلَ ثم هدّأتُ من غضب الزوج وقلت له : اهدأ يا رجل هداك الله.. فالموقف موقف موعظة وخشوع لا موقف ضرب وقتال , فرد علي زوجها قائلا :
هل تعرف ماذا قال هذا الرجل؟
أقسم بالله لقد سمعته بأذني وهو يصلي بجانبي يقول في دعائه : "اللهم أبدلْها زوجا خيرا من زوجها" وأنا أسألك بالله يا شيخ أيّ زوج أفضل مني , ولماذا يتدخل بيني وبين زوجتي ويطلب لها زوجا أحسن مني , "اشيعنيه فيَّ وافزوجتي"؟
يقسم الشيخ بالله ويقول : لم أستطع إتمام الصلاة على الجنازة الا بعد وقت طويل بسبب موجة الضحك التي انتابتني أنا وبعض الحاضرين مع أن الموقف موقف رهبة وخشوع ، كما اننا لم نتمكن من تهدئة زوج المرأة الا بعد أن وعدناه وتعهد له الحاضرون ان يصلوا على الجنازة دون أن ندعوّ اللهَ لها بأن يبدلها زوجاً خيرا من زوجها.
نقلا عن الجواهر