حينما يمتلك البعض حق التصرف بولاء الفريق ، فتلك إشارة على درجة عالية من تبادل الثقة ، نادرة الحدوث ، معبرة عن مستوى عال من النضج ، والرغبة الرائعة في التشارك ، وقبول الآخر ، وهاذ السلوك النادر، يجسد بحق ، تمسك البشر بقيمهم المثلى ، ومبادئهم السامية وهو، يوشك ن يندثر تحت ازدحام المغريات وسيطرة الظنون وطغيان مناخ الريبة واختلال أماكن الفريق المتفاوت في أزمنة التحرك والمتباعد في أمكنة الوصول والمتباين الاستفادة من فرص التحرر؛ فهل فرفاء السياسة عندنا تمكنوا من تأكيد الصورة الرائعة وعكسوا بشرف أصالتها وحافظوا على ألقها ونضارتها رغم عصف ريح التغيير وقصف رعود التحرير وشدة عنف المواجهة .. ؟ ؛ وهل تأكيدهم لدعم فرسان مشهد التناوب المأمول ، تأكيد مزكي ، أم أنه مصادرة غير مباحة في زمن تكلمت كل فصوله ، وتألمت أغلب مفاصله ، حينما تجرأت نملة على تحذير أمم النمل رغم أن الملك تبسم ضاحكا ولم يأمر جنده الجبار الرهيب بإسكات النملة ولا باجتياح مستعمرتها ٠ إن حتمية التعايش تفرض حق التنازل المتبادل بين الرفقاء الراغبين في تأسيس وطن آمن وتثبيت أمة متوازنة ، تأخذ من تاريخها ما يقوي أواصرها ، ويعزز وحدتها ، ويحمي مكاسبها ، ويضمد جراحها ويطيِّب خاطرها ، ويحتفي بلحظات نجاحها ، ويعترف بجهود من أسسوا ، ومن استلموا ، ومن استسلموا ، وبجهد من رفضوا الاستسلام ، وهاجروا وهجِّروا، وجهد من أجتهد فصحح ، وأخطأ وجهد من اجتهد وصحح فأصاب ، فتلك أمة لايستغرب فيها التصرف بالولاء ، ولا يضام قائد حينما يتصرف بولاء فريقه ٠ غير أن مبعث القلق ، حينما يتم التصرف بالولاء من لدن قادة لا يمتلكون حق تمثيل الفريق ولاحق تمثل قيم البشر، ولا يمتلكون طموح القادة ، ولا يتمتعون بقواهم النضالية ، ولم تتأكد تفاصيل إصرارهم على إيثار الوطن وشعبه ، على أنفسهم فهؤلاء خطر يتهدد الوطن وشعبه وأخشى ما أخشاه ن يكونوا هم أصحاب لحظوة ؛ لكن أملي أن تكون خشيتي مجرد خوف كاذب ، فالعقل لا ينفي إمكانية وجود فريق بقلب وطن واحد ، وإرادة شعب صابر ، وواثق من نفسه ومن بعضه البعض ، فالحق يفرض خيار التمسك به كضمانة للتعايش الآمن والتضليل قصير الأجل سريع الزوال لا يصمد مهما أحيك ودبر ٠. إننا كأمة متميزة ، وكوطن حديث يحتضن شعبا استقر منذ برهة، بحاجة ماسة إلى ذكاء متجدد، يكيف سرعة تأقلمنا مع الظروف الطارئة ، ويسهل تحقيق المطالب الملحة ، حتى تتاح فرصة التصرف بولائنا ، لكل من يستحق شرف تمثيلنا ، برضانا لا بقهرنا ،ولا بتخويفنا أو إغرائنا ، فالحياة نظام يتطلب تراتبا في تلبية الحاجات ، وفي احتلال المواقع وسد الثغرات ،وإكمال النقص وطلب الرخاء والأمن وأحقية كسب الرهان وتحديدا حق قيادة لأمة ٠ إن لحظة الوطن الراهنة ، تتطلب .كل جهد خَيِّر، كما تستوجب ، كل تنازل مؤلم أوممتع ، لأن الصورة القريبة من الديار، تنذر بمزيد من أسباب الخوف ، ونُذر القلق ، وهي في أمم قد نالت قصطا من الإستقرار، والتعايش المشترك تفتقر إليهما تجربتنا الفتية ٠