إن أمة تدين بقيم ومثل وشرع الإسلام وتتموقع حيث تقع الأمة العربية جغرافيا، وتمتلك من الثروة والتاريخ ما تَمتلك ، ثم تنزل من سلم الرقي والتقدم العالمي مكان الأمة العربية الراهن لهي في مأمن من كورونا، بل يمكن أن ترى فيه - من باب "و من السم ينتج الدواء" - فارس الحلم الذي ظلت تترقب من كل أفق...
فهذا النوع من الأوبئة راق ومتطور جدا يختلف عن الكوليرا والملاريا والإبولا وغيرها من الأوبئة البدائية... فهو يعاف مواطن الجهل والفقر والتخلف، وينجذب إلى الأماكن حيث الحركية والتفاعل والصناعة والتكنولوجيا، أي البيئة النشطة هي التي توفر المناخ الملائم لانتشار مثل هذه الفيروسات ذات الخصائص النوعية.
وعليه فإن فرصة العالم العربي قد تخلقها ظروف الحرب التي تدور رحاها هذه الأيام بين جلاديه ومغتصبي خيراته وهذا الجبار الشرس الذي يتقن لعبة تحدي الكبار.
فقد لعب كورونا دور الغراب في قصة ابني آدم، إذ بين للغرب أنه كان بإمكانه أن يواري سوأة ضحاياه بعد تصفيتهم وسلب حقوقهم، كما نبه الضحايا إلى أن دوافع البطش والهيمنة والإستغلال لدى الغرب لم تكن بفعل تفوق عقلي أو مادي على ما يمتلكون من وسائل عقلية أو مادية، فقط هم لم يبسطوا يد الفعل والتفكير لإحداث الأثر المفيد لخلق التوازن أو التفوق.
ثم إنه ليس من المستبعد أن يكون هذا البطل والذي يرى فيه البعض أنه فقط ابن زمانه، مجرد ظالم مفترس لا يعرف الرحمة يهوى التمتع بتمزيق أوصال فرائسه، قد يكون رأى ضرورة تمثل وتجسيد ذالك الإرهاب الذي ظل شبحه يؤرق الغرب ويعدون لحربه ما استطاعوا من وسائل " علمية " وغير علمية، أملا في قتل شبحه ولو في مخيلة " خيال علمي" آخر ... فهل يكون كوفيد 19 هو الاسم الحقيقي للموت القادم من الشرق...؟
محمد الهادي ولد الزين ولد الامام