بدأت بعض الظواهر المستوحات من الثقافة اللأجنبية تدخل في قاموس المجتمع وتتجلى واقعا يفرض نفسه رغم كل المعوقات التي كانت تحول دونها، ولاتنحصر هذه الظواهر في ظاهرة واحدة وإنما تشكل كشكول لايساوم المجتمع فيه، ذلك لأن ممارستها. يمثل بصمة عار وانسلاخ من القيود التي خلقها المجتمع لتقييده وحافظ عليها كقيم لا يتنازل عنها مهما كانت الضرورة والدواعي٠
هذه الظاهرة التي سنتناولها اليوم والتي كانت والى حد بعيد مازالت حكرا على الرجل دون الجنس الأنثوي المرأة،فأول ظهور هذه الظاهرة كان في بداية العقد الماضي عندما ظهرت امرأة موريتانية تسوق سيارة أجرة وتحصل من العمل في سياقة سيارة الأجرة ما تغني به نفسها ومن تعيل من التسكع و الاستجداء على الشوارع والتردد على الأَخِلاَّء والأقارب سواء أعطوها أو منعوها٠٠ السيدة التي أخترقت السجف وتجرأت على مالم تستطع أنثى أن تتجاسر عليه بسبب أنفتها عن الرذيلة وكبريائها عن ما يدنس شرفها، كانت تقود سيارة " ابيجو ٤٠٥" سوداء، وتنقل الركاب بين نقطة " كرفور مدريد" وكرفور الاتحادية بتيارت، واستطاعت أن تؤدي عملها من غير أن تخرج عن طور اللياقة الإسلامية بحيث أنها كانت تحافظ على ملبسها ومسافة بينها والزبناء الذين كانت نقلهم٠
صورة أخرى من المرأة المثابرة التي ترفض الاستكان للعجز واستدرار جيوب الغير بالمسكنة والاستجداء، تمثلها(م٠ن) التي أصرت على أن تقف شامخة بكبرياء وتكسب من عرق جبينها، فدبرت حتى حصلت على مبلغ من المال اشترت منه سيارة " ابيجو ٢٠٥" وهي اليوم توظفها في نقل الركاب بالأجرة بين أحياء مقاطعة الميناء، سيثيرك في البداية منظر امرأة تعمل سائقة سيارة أجرة، لكن ستتفاجأ من الأخلاق العالية التي تتمتع بها السيدة، وثقافتها الواسعة التي ستكشف لك جوانب خفية من شخصية المرأة الموريتانية المتحضرة٠ التي أبت إلا أن تكون رغم كل المطبات٠٠
موقع الحوادث