لأن المرأة حساسة بطبعها، ولأنها تُعنى بالتفاصيل أكثر من الرجل… تجدها غالباً أكثر تفاعلاً مع كل موقف تتعرض له ولديها ميل لتحليل مواقف الناس تجاهها.
وهناك فئة من النساء تكون شديدة الحساسية إزاء تصرفات الآخرين وتفكر كثيراً في كل تصرف يزعجها مما يخولها للحصول بامتياز على لقب (ملكة الإحباط). وبالطبع كل خطأ بحقها يترك في نفسها أثراً سلبياً، وتتراكم مشاعر الإحباط تلك حتى تتحول إلى صخرة تثقل قلبها بالغضب والاستنكار مما يجعلها أكثر ميلاً للحزن والاكتئاب.
نصيحة من القلب لكل أنثى حتى تتجنب كثيراً من الألم النفسي: كوني أكثر مرونة وأقل حساسية وتجاوزي الهفوات، فإن التماس الأعذار مطلوب خاصة مع الأحباء. ونحن نتكلم عن الهفوات والأخطاء الصغيرة وليس عن الإساءات الكبرى المقصودة. فكما نؤكد وبشدة على أهمية فرض احترامك وعدم السماح لأي شخص بالتمادي في حقك، ننصحك أيضاً بأن تكوني سلسة وعقلانية وأقرب للصفح أمام الهفوات الصغيرة.
واعلمي أن هذا ليس ضعفاً منكِ ولا استكانة، إنه الصفح الجميل الذي يرتقي بك ليجعل منك أكثر تماسكاً وقوة وسعادة بينما غيرك من النساء لا يزلن كثيرات العتب واللوم ويعتقدن أن كل تصرف خاطئ نحوهن هو مؤامرة منسوجة ضدهن وفي الحقيقة هن يبالغن ولا يضعن الأمور في نصابها الصحيح.
تذكري أنك (تفوّتين الهفوات بمزاجك) لأنك قررتي بكامل إرادتك الاستمتاع بحياتك مع الأحبة من دون حساسيات لا داع لها وقررتي ألا تستسلمي لمشاعر الإحباط والنقمة. واعلمي أن هذا من أجلك أولاً قبل أن يكون من أجل الآخرين، فكثرة التدقيق بالأخطاء وتحليل أبعادها بمبالغة يجلب الهم لقلبك ولا يكسبك إلا الحزن وتملل الناس منك.
لا تضخمي الأمور ولا تعطي للموضوع حجماً أكبر مما يحتمل فلا أحد في هذه الدنيا كامل من دون عيوب ولن تجدي من يتصرف معك طوال الوقت بالشكل الصحيح تماماً وكلنا نعلم بأن ليس كل خطأ مقصود فإياكِ والاعتقاد ب(نظرية المؤامرة).
الحياة تمضي بنا والأيام التي ولّت لا تعود فاغتنمي عمرك الذي هو امتحانك أمام الله بما ينفعك ولا تحزني نفسك وتهدري وقتك بالوقوف على أخطاء الآخرين. وتذكري دائماً القاعدة الذهبية التي تقول: (تغاضي عن الهفوات واستمتعي بالحياة).
بقلم لانا حمزه
مدونات عربيه