حول اضراب الاطباء\ خديجة سيدينا
تتجاذبني نزعات حول الموقف من إضراب الأطباء،أعرف أن من بينهم أطباء كبار مسؤولين،ولكن عندما أتذكر زياراتي على مدى سنين وخصوصا في العقدين الأخيرين، وكل زيارة تصاحبها قصة معاناة،أحس أني أقرب لعتابهم، أتذكر يوم وفاة والدي رحمة الله عليه،دخل مستشفى الأمراض القلبية،فى وجه عطلة الأسبوع،ولم يزره إلا طيبا عاما، وعندما أحضرنا الوصفة لم يتحمل دواء القلب،فأوقفوه وترك يصارع الموت فى قاعة عامة،تحركت ماكينة الأقارب لتأتي بمدير المستشفى الحالي ليلا، وقف لبرهة ثم خرج، تبعته لعله يخفف عني بطمأنتي على حاله إذ أحسست يومها أن جبال الدنيا رست على قلبي،سألته كيف حاله،التفت مكفهر الوجه وصاح فى وجهي لا تسأليني ارجعي عني!،أظلمت الدنيا فى عيني بل أصبحت موحشة،وأحسست بدونية الإنسان فى هذه الأرض وازدرائه، كنت أنتظر كلمة طيبة تخفف عني،أو مواساة،كنت بحاجة إلى من يتعاطف معي وقتها،كان الوالد الوحيد المتبقي لي بعد رحمة الوالدة،تعلقت به كثيرا!
وبقي على ذلك الحال يوما كاملا، عندما ألاحظ تدهورا أذهب لأنادي الطبيب العام فيأتي ويقيس الضغط ويمتنع أن يقول لي ما هو ضغطه،حتى فاضت روحه الطاهرة أمامنا، ناديته وحين جاء قلت له لقد توفي،بدأ يقيس ضغطه ويجس نبضه،ويقول لي هل أنت متأكدة،ما ذا رأيت بالطبط؟ شرحت له ما رأيت، وفى النهاية أكد لي ذلك،
لم يعزلوه فى ذلك اليوم عن الزوار الذين شكلت زيارتهم ضغطا كبيرا عليه وهو فى تلك الحالة!
اللهم ارحمه وأغفر له وانزله منزلا حسنا،وأقذف الرحمة في قلوب المسلمين،وحقق مطالب أطبائنا!