أعلن عدة نشطاء ومدونين معارضين بموريتانيا فقدهم السيطرة على حساباتهم في فيسبوك خلال الساعات الماضية، وذلك بشكل متزامن، وفيما وجه مدونون الاتهام لشركة موريتل للاتصالات والتي تتعرض لحملة مقاطعة، استبعد آخرون ضلوعها في القضية وتحدثوا عن جهات أمنية وسياسية.
ومن بين النشطاء الذي فقدوا السيطرة على حساباتهم الإعلامي والمدون محمد الأمين ولد سيدي مولود، والشاعر والإعلامي أبو بكر ولد المامي، والمدون أحمد ولد عبداوه، والقيادية في حراك "محال تغيير الدستور" فاطمة بنت علال، ومحمد بن ناجي، وآخرين.
الإعلامي والمدون محمد الأمين ولد سيدي مولود قال في تصريح للأخبار إن المتهم الأول بقرصنة صفحته وإعلاقها هم من حاولوا إسكاته واقعيا برفض عمله في موريتانيا دون أي سند قانوني، قائلا: "لا أستبعد أن يحاولوا إسكاتي افتراضيا من خلال صفحتي التي تشكل النافذة الأهم لإزعاجهم، وعلى أساسها بنوا موقفهم الماضي".
وأضاف: "أنا ليس لدي حزب سياسي، ولا كتلة، ولا مركز اجتماعي كبير، ولا مالي لاستهدافي من خلاله، كل ما لدي هو منبر إعلامي، وهو ما أدى بهم لعرقلتي إعلاميا"، مؤكدا أنه يقصد "السلطة الحاكمة وخصوصا خلايا التجسس الإلكتروني، والشخصيات المتورطة في التصنت على المواطنين وانتهاك خصوصياتهم والتجسس عليهم".
ولفت ولد سيدي مولود إلى أنه "ربما يستغل هؤلاء حملة بعض المدونين ضد أداء شركات الاتصال السيء ليضايقوا الأصوات الخارجة عن نسقهم في لحظة يكونون بعيدين عن الواجهة نظريا".
الإعلامي والشاعر أبو بكر ولد المامي قال للأخبار إنه في حدود التاسعة ليلة البارحة كان يتصفح حسابه على الفيسبوك، وفجأة فقد الاتصال به، مردفا: "عندما حاولت الولوج إليه مجددا لم أتمكن من ذلك حاولت مرات عديدة وعندما عدت للمحاولة ظهر اليوم أبلغني الفيسبوك أن كلمة السر غُيرت وكذلك الإيميل".
وأضاف: "لم أتمكن من التغلب على ذلك، وربما لن أتمكن نظرا لأن الإيميل الذي أدخل منه إلى حسابي على الفيسبوك لم استخدمه منذ ثمان سنين ولم أعد أعرف كلمة مروره".
وعن الجهة التي يرى أنها تقف خلف العملية، قال ولد المامي: "الأكيد أن هناك جهة تستهدفني بشكل شخصي وتسعى للإضرار بي ومن خلال حسابي أضرت بالكثير من الأصدقاء مثل الزميل محمد بن ناجي".
وأشار ولد المامي إلى أنه لا يمكنه توجيه الاتهام إلى جهة بعينها لأنه لا يملك الدليل الملموس على ذلك لكنه رأى "الكثيرين اتهموا شركة موريتل بالوقوف وراء الاستيلاء على حسابي وقرصنة حسابات عدة نشطاء في الفيسبوك".
القيادية في حراك "محال تغيير الدستور" المدونة فاطمة علال أكدت في تصريح للأخبار أنها فقدت السيطرة على حسابها في فيسبوك البارحة، حيث أرسل لها عدة رسائل يسألها إن كان الحساب حسابها قبل أن تستيقظ وقد فقدت السيطرة عليه نهائيا.
واستغربت بنت علال استهدافها لمجرد التعبير عن رأيها، مؤكدة أن الجميع الآن يعبر عن رأيه بصراحة، ودون تردد، مؤكدة أن هذا الأسلوب غير المحترم لن يسكتهم.
وقالت بنت علال إنها تتهم شركة موريتل بالوقوف وراء العملية، مشيرة إلى أنه ليس أمامهم الآن سواها، خصوصا وأنها تعيش حالة تخبط بسبب حملة المقاطعة الشعبية التي تستهدفها، مردفة أنها لا تستبعد في الوقت ذاته أن تكون جهة من النظام وراء العملية، فالبلاد يحكمها نظام استخباراتي - تقول بنت علال - وبالتالي يظل هذا الخيار واردا.