استدعت رئاسة الجمهورية مساء أمس عشرات الصحفيين ورؤساء الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني ..
وعقب تفتيش دقيق عند بوابة القصر الرئاسي واصل الجميع إلى قاعة شاسعة داخل القصر الرئاسي، وبعد دقائق، دخل عليهم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بالتزامن مع آذان المغرب، لينهمك الجميع في تناول الفطور ..
بعدها سارع الجمع إلى مسجد القصر، حيث كان يتلقى إمامه الأوامر من "بازب" إذ يصرخ المقدم "عالي" على رجاله "كولو ألهذا لمام يتكايس لين اتجيه أناس مشطر أصلاتو إييييي ..".
عاد الجميع بعد الصلاة إلى قاعة الفطور لتناول بقية وجباتهم الغذائية، وإليكم أهم كواليس التظاهرة في سطور:
- ولد عبد العزيز لم يتحدث إلى المدعوين بكلمة واحدة.
- لم يسمح لأحد بالكلام رغم محاولات البعض الوصول إلى منصة الرئيس للحديث، أو تسليم رسائل مكتوبة لفخامته، إلا أن رجال "بازب" كانوا بالمرصاد لكل تلك المحاولات ..
- وقف رجل يدعى "الخليل" وهو قيادي في "حملة المليون توقيع لمأمورية ثالثة" وصاح في الجمع قائلا: "نعلن تمسكنا بالرئيس ولد عبد العزيز ونطالبه بالبقاء في مأمورية ثالثة .."
الرئيس حاول في البداية أن يمنع الرجل من الكلام، غير أن سيادته بقدرة قادر توقف عن ذلك وابتسم قليلا، وخيم الصمت على القاعة قبل أن يجلس الخليل في مكانه دون أن يصفق له أحد.
- وزير الشؤون الإسلامية احمد ولد أهل دادود لم يتوقف عن الكلام والضحك، حتى يخيل للناظر إليه بأنه حاول مرارا وتكرارا البحث عن نكت ليضحك الرئيس عزيز ويشد انتباهه دون جدوى ..
- كان ولد محم هادئا ويجلس يمين الرئيس، فيما يجلس مسعود ولد بلخير في اليسار رفقة يعقوب ولد أمين وبلال ولد ورزك واختار الرئيس الجلوس بين ولد اهل داود وولد محم والحديث معهما همسا.
- بلال ولد ورزك صافح مسعود ببرودة ..
- كان معظم الحضور من أصحاب حقائب الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني، وأصحاب المواقع المواقع والصحف المغمورة، وجمع كبير من "المتصوفحين".
- بعض أنصار الموالاة، من الحضور، هدفهم الأساسي هو التقاط صورة سيلفي يظهر فيه فخامة الرئيس يتناول فطوره معهم.
- خرج البعض مشمئزا من كون القصر الرئاسي يستدعى هذا الجمع الكبير من أجل الأكل فقط، دون الاستماع لهم أو محاورتهم، أو توجيه كلمة أو خطاب أو حتى إلقاء محاضرة.
- غابت معاناة المواطنين، واضراب الأطباء، والمجاعة التي تضرب كافة مناطق البلاد، كما غاب الحديث عن الأزمة السياسية الراهنة ... بل كان الصمت هو سيد الموقف، فلا صوت يعلو على صوت آلات تناول الطعام.
نقلا عن صفحة الإعلامي عزيز الصوفي