شهدت ساحات مجمع المدارس مساء امس إقبالات كبيرا على شراء "المصغرات" استعدادا للاختلاس في الباكلوريا.
و"المصغرات" هي تلخيص برامج الباكلوريا تتم كتابتها بخط صغير وسحبها في اوراق ودفاتر صغيرة بحجم علبة كبريت، لتتيح للطلاب فرصة للغش خلال المسابقات واهمها الباكلوريا التي تبدء مسابقتها الوطنية غدا الاثنين.
ولاحظ مراسل الوئام الوطني عددا من الرجال الملثمين وهم منتشرين في طرق مجمع المدارس الحرة وهو يبيعون اوراقا صغيرة تتضمن برنامج الباكلوريا ومقالات في الادب ويتجولون وهم حاملين حقائب صغيرة ويعرضون خدماتهم وسط إقبال من الطلاب على شراء هذه الملخصات وثمن الواحدة منها 500 أوقية.
وتجول مراسل للوئام الوطني في ما بات يعرف بـ "سوق الغش" وهي طرقات ما يعرف بحي المدارس الذي يقع في قلب العاصمة نواكشوط.
ويمكن الحصول في سوق الغش على مواد لمختلف الشعب ولكن ليس واضحا ما اذا كانت الاختيارات للمواضيع وكتابتها تمت من طرف متخصصين حيث انه من الواضح ان الطلاب الذين يقبلون على شراء هذه "المصغرات" ذوو مستويات ضعيفة.
وقال رجل ملثم يبيع المصغرات للوئام: "تعودنا كل عام على بيع المصغرات، وهذا الامر ليس قانوني، لكننا نحاول مساعدة الطلاب في ظل تدهور نسب النجاح في الباكلوريا".
فيما قال طالب رفض الكشف عن اسمه: "لا اريد ان أفشل، الجميع يقول ان الناس تغش في الامتحان، وانا أريد ان انجح مثل الجميع".
وتباع "المصغرات" كل عام في نفس المكان دون ان تقوم السلطات باي مجهود لمحاربة هذه الممارسات غير القانونية.
وتشهد موريتانيا ازمة تعليم تظهر بشكل كبير في نتائج الباكلوريا بسبب صعوبة مواضيع الامتحانات وتدني مستويات الطلاب ما يطرح ازمة حقيقية في هذه المسابقة الوطنية.
وفي العام الماضي بلغت نسبة النجاح في شعبة الرياضيات 24.40% فيما بلغت نسبة النجاح في الشعبة التقنية 18.48% اما شعبة النجاح في الآداب العصرية فبلغت نسبة النجاح: 02.03% على ان نسبة النجاح في الآداب الأصلية 13.78%.
وتقطع موريتانيا شبكة الانترنت المحمول خلال ساعات امتحان الباكلوريا ، كما تفرض عقوبات صارمة ضد أي مرشح يشارك في أي شكل من أشكال الغش، و من بين العقوبات الحرمان النهائي من المشاركة في الباكالوريا والمنع من الترشح على مدى العامين المقبلين.!!
الوئام