في الاستحقاقات الرئاسية التي بدأت حملتها الانتخابية ليلة أمس لفت الانتباه الحضور الطاغي لعقيلات المرشحين اللواتي أخذن زمام المبادرة وبسطن خمرهن على اغلب التفاصيل المتعلقة بحملات أزواجهن المرشحين وفي مقدمتها الذراع المالية لهم تحسبا ربما لصروف الدهر' وحذلقات عيون المعجبات المتربصات.
المرشح ولد الغز واني وخلال افتتاحه لأنشطة حملته من انوايبو سرقت الأضواء زوجته عندما فرضت حضورها من خلال اخذ زمام المبادرة في التصفيق كلما تباطأ الحضور في التفاعل مع الأفكار التي يدافع عنها زوجها المرشح. تصفيق منت الداه طبيبة الأسنان ورفيقة السلاح والوجدان فسره بعض المهتمين بتفاصيل الأحوال الشخصية للمشاهير على انه رسالة للمتطلعات إلى المرشح بحسم مركز السيدة الأولى.
لحد الساعة لم يرشح شيء عن صفقات مريبة تورطت فيها زوجة المرشح، لكن حضورها في كافة تفاصيل تحركات زوجها يبعث على التساؤل حول الحدود الفاصلة بين الزوجية وممارسة شؤون الحكم في ذهنية زوجة مرشح السلطة.
في الجانب المقابل لم يشأ مرشح "ايرا" بيرام الداه اعبيدي على ما يبدو الشذوذ عن القاعدة، فبحسب مذكرة عمل صادرة عن ديوانه اليوم تم تعيين زوجته ليلى بنت احمد مسئولة عن المبادرات في حملته.
يقول العارفون بالرجل إن تعيين زوجته هو تكريس لسيطرتها على مفاصل كثيرة في الحركة التي يقودها المرشح منذ تأسيسها.
ولد اعبيدي من خلال الدفع بزوجته اصطف مع منطق ساد مؤخرا في عقلية النخبة الموريتانية موالاة وأحيانا من المعارضة من خلال تكريس مصطلح الأسماء الخمسة عند تقاسم المنافع والامتيازات المادية.
مرشح أخر محسوب على المعارضة تقول الأنباء الواردة من مقرات حملته أن سيدة المنزل الأولى و- وإن لم تظهر بشكل علني- وضعت بعض ترتيبات الحملة تحت مسؤولياتها يتعلق الأمر هنا بالمرشح سيدي محمد ببكر.
في السابق وخلال تولي الأخير مسؤوليات تنفيذية عليا في البلاد خلال السنوات الماضية لم يؤثر عن زوجته التدخل في تفاصيل عمل زوجها، لكن إذا ما صحت هذه الإنباء فانه مع تقدم العمر والبحث عن الدفء المالي قد يبدو الأمر مبررا وفق منطق النخبة المشار إليه أنفا.
حتى عندما حين عين ولد ببكر مدير حملته السيد الحضرامي ولد عبد السلام قيل إن المصاهرة كانت من بين أسباب الاختيار.
بقية المترشحين الستة لم يرشح أي شيء حتى ألان عن ظهور إعلامي أو تنفيذي فيما يتعلق بالنشاط السياسي لأزواجهن.
غرض الكتابة في هذا الموضوع ليس التشهير أوالتحامل، بل دراسة ظاهرة الحضور السياسي، والتأثير الميداني للزوجة الموريتانية ودورها في عملية تشكل المناخين الاقتصادي والسياسي المحلي منذ الاستقلال والى اليوم، حيث اشتهرت الزوجة شعبيا بــ "وزارة الدخلية"..!
28 نوفمبر