عزيز ..لو لم يكن لك من الإنجازات إلا القصر ، لكفى” .
تلك جملة سمعتُها من سيدة موريتانية و هي تعبر بحرارة عن انبهارها بذاك القصر المُنيف الراقي بالمعايير الدولية و مٌعجم الحداثة (المرابطون) المشيدُ بفكر و أيادي الوطن ، و على مرمى حجر من معقل فاتح هذه البلاد (عبد الله ابن ياسين الجزولي).
فذكرتني بقول أبي العلاء المعري في مجلس لكوكبة من شعراء العصر العباسي ، كانوا ينتقدون الشاعر العبقري المتنبي و ينفثون عليه من حسدهم الأسود فقال لهم المعري :
و الله لو لم يكن للمتنبي من الشعر إلا قوله :
لك يا منازل في القلوب منازلُ
أقفرت أنت وهن منك أواهلُ .
لكفاه ذالك .
تلك المفخرة الفريدة ستشكل إلى حين عُقدة في نفوس و قذى في عيون أقوام لا يريدون لموريتانيا الجديدة أن يكون لها شأن بين الخافقين .
فالقمة الإفريقية و قصر المؤتمرات (المرابطون) في المحصلة قصرُُ و نصرُُ و شيئ آخر… .
(المرابطون – القصر ) سيكون بالنسبة لهم عقدة ذات شقين :
شق متعلق بتسميته المختارة بعناية و تأصيل ينم عن دراية بكنه و نكتة التاريخ و دلالات المكان.. ، وفي ذالك مافيه من معاني يصعب بسطها في سطور .
الشق الثاني من العقدة قد يتعلق بجودة بناء القصر “المرابطون” و مقامه الرفيع و مستواه العالي و تأثيثه و تجهيزه بوسائل العصر و سرعة إنجازه … ، فما عساهم يقولون عنه !.
قد يلوذون بالصمت فذاك أسلم لهم
ذاك الوهَج الذي اكتسبه البلد اليوم (القمة الإفريقية) والأمس ” القمة العربية ” ، وتلك الإنتصارات الدبلوماسية العميقة ، و ذاك البريق الواضح الآن على محيا موريتانيا – بلد “المرابطون” و هو يستضيف الدنيا بأسرها … ، يبدو مزعجا جدا ومُربِكا لجهات سياسية داخلية بعينها تريد أن تجعل الضياء ظلاما و البناء خرابا في عيون الناس …، لكن غٌلالة الحسد و إن أعْمت قلة قليلة من المغرر بهم ، فلن تحجب عن سواد الشعب الموريتاني الحقيقة و لن تثنيه عن الإعتراف بالجميل لأهله أعني فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز .
انواكشوط اليوم شيء آخر … ، يعلم ذالك حتى من لم يُبْقِ الكَمَدُ إلا نصف قلبه … ،
موريتانيا 2018 ليست موريتانيا 2008 …و البَوْن واضح وضوح الشمس ، وقد انعقدت القمة الكبيرة في جو فريد من الأمن تحسدنا الآن عليه أمم أكثر عتادا وعددا وتجربة ،
مطار “أم التونسي” المشَرف ليس “مطار دار النعيم”- الفضيحة المخجلة المقززة … ، و (المرابطون) ليس “قصر الشعب” … يعلم ذالك كل ذي بصر حتى ولو حجب عنه حب السلطة واللهث وراءها نور البصيرة .
انواكشوط عاصمة الضيافة في عهد رئيس البِناء … ، و القافلة في طريقها ……..
( لا يشكر اللهَ من لم يشكر الناس ).