هناك دوما من هم مستعدون لحرق أناملهم من أجل طمس الحقيقية وردمها حتى ولو كلفهم ذلك ممارسة التزوير وسرقة التاريخ..!
قرأت الجزء الأول من وثيقة السياسي السيد موسى فال ومن خلال هذا الجزء يمكننا الحكم على باقي الوثيقة التي وعد الكاتب بأن يخرجها في ستة أجزاء ، ويبدو من الوهلة الأولى أن الوثيقة كتبت بنية التزوير والإنكار وشارك في صياغتها أكثر من قلم كاذب ، فجاء كذبها كاسحا وأحمقا في توثيقه وسرده للمعلومات وتحليله .. وأودِعت تلك الوثيقة المسكينة الكثير من الحقد والنِقمة على النظام فخرجت مكسوة بالمغالطات والتحامل على شخص رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وتلك هي الغاية التي نحر من أجلها موسى بقرته..!
إن كم الزيف الذي أوردته الوثيقة ، يكشف حجم الإخفاقات التي يعانيها المدافعون عن تيار الجريمة العابرة للحدود ويأتي كردة فعل غاضبة ـ من أناصر رجل الأعمال الهارب من العدالة محمد بوعماتو ـ على القرار الذي اتخذته المعارضة بالمشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية والجهوية التي يجري الاستعداد لتنظيمها خلال الأسابيع القادمة ، ولا يمكن فهم الوثيقة خارج هذا السياق .
في الحقيقة تبدو جبهة ولد بوعماتو مهزوزة رغم الأموال التي تتلقاها في ظل انعدام مصداقيتها ورفضها من قبل الطيف السياسي وتخلي المعارضة عنها .
لقد شكلت التسريبات التي اكتشفها الشعب الموريتاني على نطاق واسع الضربة القاصمة لظهر تيار الجريمة العابرة للحدود وظهرت حقيقتها للعلن وعرف الجميع المسعى التخريبي الذي تهدف إليه من خلال ضخ الأموال لضرب الأمن والاستقرار الذي تنعم به البلاد ، و كانت تلك التسجيلات كافية لتدرك معارضة شعارات "الرحيل والمقاطعة" أنها وقعت في ورطة حقيقية وعليها الابتعاد والتخلص من "أزلام الجريمة العابرة للحدود" .
يستحق مضمون الوثيقة الكثير من التجاهل التام لأنه لم يخرج عن تلك الاسطوانة المشروخة التي ظل الكثير يرددها لسنوات رغم إدراكهم الكبير لأن ما تحقق لموريتانيا خلال العشرية الأخيرة عجزت كل الأنظمة المتعاقبة عن تحقيقه ، ولم يعد التشكيك والتكذيب يجدي نفعا لمدمني وممارس هواية حجب الشمس بالغربال ؛ وهناك بلا شك من سيواصلون إنكار المكاسب والانجازات الشواهد التي تحققت ولن يكون ذلك ذا تأثير في الرأي العام سواء الوطني أوالدولي ، و كان الأجدر بمثل هذه الوثائق أن تستحي وتحتجب عن الخروج حتى لا يفندها الواقع..!
إن كل الأهوال التي تحدث عنها الجزء الأول من الوثيقة لا تعدو كونها تعبير عن إكراهات المرحلة وهروب من مواجهة صناديق الاقتراع ، وإلا كيف يتجاهل "الكاتب والسياسي" الانتخابات التي يجري الاستعداد لها وبمشاركة كبيرة من أحزاب المعارضة التي ظلت لسنوات تبحث عن طرق بديلة تقتصر عليها الطريق نحو السلطة ، وبلا شك فإن الجزاء المنتظرة من الوثيقة ستوغل في سرد المغالطات وتزوير الحقائق وهي فرصة لنتعرف على الجانب النثري من كذب مناصري الجريمة العابرة للحدود .