قرأت كثيرا مما كتب عن حوادث السير الأخيرة وقرأت التحفة الأدبية الإنسانية الراقية " رسالة زينب " و استهجنت دفاعا لا يستقيم حمل أصحابه سرعة السائقين المسؤولية الحصرية فيما يقع من مآسي وبالغ البعض الآخر فتجاهلها من الأسباب و الحقيقة و نحن أمة تدفع الأقدار بالأقدار وتؤمن أن الإنسان يكسب ويتسبب أن لهذه الحوادث التي كانت سببا في مآسي قاسية أسبابا
أولها سوء الطرق و إهمالها خصوصا في مقاطع حساسة أغلبها على الطريقين الشرقية و الجنوبية ( بالعربية ) مع أولوية مؤكدة هنا مقابل إنفاقات في الطرق و غيرها دون ذلك بكثير في سلم الأولويات .
ثانيها الفوضى العارمة في قطاع النقل وتجاهل معايير السلامة في عديد المستويات والعبثية في القيادة سرعة ونمطا وأسلوبا .
ثالثها ضعف الإجراءات الأمنية وغياب الصرامة في التعامل مع المخالفات البادية للعيان وانتشار أساليب الرشوة و المحاباة في مجال تأثيره على أرواح الناس كبير .
وواضح هنا أن للمواطن العادي سائقا أو راكبا دورا في هذه الأسباب ولكن الدور الغالب والمسؤولية الجلى على السلطات توفير للبنى التحتية السليمة وتوعية للناس وتأهيلا للمعنيين وتطويرا لسياسة القطاع وصرامة في تطبيق القانون و معاقبة المخالفين و المنتهكين.
رحم الله ضحايا الحوادث و غفر لهم و ألهم ذويهم الصبر و السلوان
ورزقنا في هذه البلاد من المسؤولين من يخشى الله في عباده ويخاف أن يحاسبه ربه لما لم يمهد الطريق لدواب هذا الزمان (سياراته ).