يظن البعض أن العالم بلغ من الترابط مايجعل إنهيار جزء منه إنهياره كله والحقيقة عكس هذ الإعتقاد فالعالم منهمك في تحصين نفسه اومحيطه الضيق ،متفان في إختراع عوازل تؤمنه من مصير من يتهدده الإنهيار، أومن تحدق به المخاطر، لهذ يحتدم الخلاف بين رفقاء الأمس ويشتد التنافس بين الأمم المدركة للمعنى الشامل للعولمة وغاياتها السامية وأهدافها "النبيلة" هذ الشهاب أبيتُ إلا أن أكوي به نفسي وأجلد به أبناء وطني حتي لا ينخدعوا و حتي يدركوا أن تقارب شعوب العالم إنما هو دخولٌ لحلبة الصراع من أجل البقاء وتحصين النفس النوعية الخاصة لا البشرية الشاملة ولا شك أنكم تدركون معي أن كل صراع حينما يحصر في حلبة واحدة سيفضي حتما إلي فائز و خاسروالخسار في معركة التحصين وضمان الأمان هو الضحية المقدمة كوقود للتنافس الذي لا قوانين تضبطه ،فالْترفعوا سقف أهدافكم فأنتم مههدون والْتدركوا أن الوطن مجرد ظل وحاضن ولربما ساحة عذاب إن لم تُركِز نُخَبه على آليات البقاء في المنافسة وفرض أسلوبها المتميز القادر علي مواجهة مخططات المتنافسين تلك المخططات الناعمة شكلا الإقصائية مضمونا والمفروضة واقعا لن يُنْجِي منها الهرب ولن يفلت منها وطن مهما كان موقعه علي المعمورة ،فهل إنشغالنا بالصراع البيني جزء من إلهائنا عن تدبر أو إختراع آليات تضمن لنا حق إمتلاك إمكانية رد التهديد وجلب إنتباه المتنافسين الأقوياء أم أننا فعلا ثيران تتصارع لتمزيق خرقتها الحمراء . حينما نضع الصورة في إطارها ونتجرد من ذواتنا ونكتمها ونجلد ضمائرنا بالواقع الخاص بنا وواقع ألأمم من حولنا ونرفض تحميل أي طرف مسؤولية الواقع الحاضر أو الماضي ـــ وهي شروط صعبة لكنها ممكنة ـــ ونسحب الإجابة بشكل عشوائي من صندوقها الكاتم سنعض الأنامل ونهز الرؤوس ونتحسر علي هدر إمكاناتنا في قضايا لاعلاقة لها بالهدف الأسمي الا وهو البقاء المعبر عن جدارة إنتمائنا وقوة مساهمتنا ونحن في الحلبة ندفع البلاء ونحمي البقاء ونخترع أساليبه لا متفرجين ينتظرون دورهم في لعبة ادوارها لا تعطى وإنما تنتزع بالفعل لا بالتمني ولا بتبادل الإتهام ٠ واهم من يتحمل عبء مواجهة أشقاء الوطن وإخوة العقيدة الواحدة ويترك للعالم مهمة تأمين المجرة أو المعمورة أو حتي حدود وطنه الضيق سيدرك حينما لاجدوى للإستدراك أنه كان مجرد كومة من الحطب تشتعل لتمنح للآخرين الدفئ والضوء وتجربة وتأمين الحلول فهوبإختصار مجرد فأرتجارب في مختبر علماء يهدد جنسهم وباء فتاك فعلا الصراع يقصي الضعفاء وقد يُضعف الأقوياء فمالذي يخبء لنا ونحن الضعفاء المتلذذون بضعفهم نحن كفص الملح نذوب بين الجموع ومع ذالك لازلنا نعد العدة للإطاحة بالأمير وحاشيته ونلقي باللوم والفشل علي الشيخ وزاويته ونترك المقدعد شاغر لأننا نشترط تغييب الخط الأحمر وتثبيت الأخضر ونمنمة النشيد بعد إنقضاء زهاء ثمان وخمسين (58) سنة علي رفعنا للأخضر وهزأردافنا على النشيد فالتغيير في مفهومنا يعني الثأر حتى من رفات الأهل والأصدقاء أما التصحيح ـ المطلب فدونه خفق القتاد ،ولهفتي علي إقصاء جهود الخيرين منا من شرف المشاركة بحجة الغياب او بفعل الفشل في إختراع أساليب البقاء المنافسة٠