أثار مقطع فيديو مفبرك وقديم، يزعم ناشره الجديد، أنه لنقاش بين عضوات في مجلس الشورى السعودي حول طلب بعضهن إقرار تشريع يبيح السماح بالمواعدة بين الجنسين في البلاد، جدلًا واسعًا بين المدونين السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويظهر في مقطع الفيديو، صورة ثابتة لمكان جلوس عضوات مجلس الشورى في قاعة الاجتماع الرئيسية، بينما يُسمع في الخلفية صوت امرأة تنتقد دعوة لعضوات أخريات، وبينهن لطيفة الشعلان وهيا المنيع وثريا العريض ولبنى الأنصاري، على خلفية زعمها أنهن يطالبن بالسماح باللقاء بين الجنسين في الأماكن العامة والتعارف بما يخفف من نسب العنوسة.
ورغم كون الفيديو قديم وجرى التثبت من كونه مفبركًا عدة مرات، إلا أنه حقق نسب مشاهدة عالية، عند نشره من جديد، من قبل حساب في موقع ”تويتر“، تزعم صاحبته أنها تدعى مروة العرجاني.
وكتبت العرجاني، في تغريدتها على الفيديو: ”أربع عضوات في مجلس الشورى السعودي يطالبن السماح للبنات بمقابلة أصدقائهن في الكافيهات للتعارف ..!! شوفوا كيف مسحت بهن بنت الرجال الأرض“.
وقارب عدد مشاهدي الفيديو في موقع ”تويتر“، الـ 300 ألف مشاهد في أقل من يوم، بجانب آلاف التعليقات التي انقسم أصحابها بين مصدق لمزاعم العرجاني من جهة، وبين مشكك بالفيديو وغاضب من العدد الكبير للأشخاص الذين يعتقدون أن ما يعرضه الفيديو صحيح.
كما جرى تبادل مقطع الفيديو، عبر مجموعات تطبيق المراسلة ”واتس أب“، التي تلقى رواجًا واسعًا بين السعوديين.
وقال مغرد يدعى إبراهيم الدوسري، في تعليق على الفيديو: ”كيف تم اختيار مثل هؤلاء العضوات في الشورى وتمكينهن من بث سمومهن وأفكارهن المنحلة التي لا يقرها الشرع ولا عاداتنا في المجتمع، نحن مجتمع مسلم محافظ وبارك الله في هذه العضوة التي ردت عليهن، إنها تتكلم بلسان المجتمع كثر الله من أمثالها“.
واختار الكاتب السعودي، محمد بناصر الأسمري، الرد على الفيديو، بنشر ما يثبت أنه مفبرك، وقام بنشر توضيح من حساب ”هيئة مكافحة الشائعات“ السعودي في موقع ”تويتر“، والذي قال إن الفيديو مفبرك، وإن الصوت الذي يُسمع فيه يعود للناشطة المثيرة للجدل، روضة اليوسف.
وبدت عضو مجلس الشورى، لطيفة الشعلان، غاضبة من التداول اللافت لمقطع الفيديو، رغم كونه مفبركًا، وقالت في تعليقها: ”مثال على الكذب المحض، كلام مختلق تم نفيه أكثر من مرة يحصد هذا الرتويت المرتفع، هو دليل على السذاجة وتصديق الإشاعات ونزعة التشنيع والكراهية. أتحدى من يبرهن أن العضوات الأربع (الشعلان والمنيع والعريض والأنصاري) قدمن المقترح. الصوت لروضة اليوسف ماغيرها !“.
ودعا الأكاديمي السعودي، عبدالعزيز الغدير، لمواجهة مروجي الفيديو، وقال في تعليقه: ”ما يفل الحديد إلا الحديد، لو تم رفع شكوى على من ينشر هالإشاعات لساد القانون.. مجتمعنا للأسف عند البعض من أفراده نزعة التشنيع والحقد على كل ممن يطالب بحقوقهم بطرق واقعية ويعشقون الشعبوي الأفاك الذي لا يهمه إلا حديث الناس عنه ولعنة التاريخ له“.
وتقول السعودية على الدوام، إن مجموعات منظمة تدار من الخارج، وتمتلك حسابات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وصور وهمية توحي بكون أصحابها سعوديين، تسيء للمملكة عن عمد من خلال الفبركة ونشر الشائعات.
ومنحت وزارة الإعلام السعودية قبل عامين، المشرفين على حساب ”هيئة مكافحة الشائعات“ في موقع ”تويتر“، جائزة خاصة؛ لدورهم في توضيح حقيقة كثير من القضايا التي يجري تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، وكثير منها مفبرك، لكنها تلقى تداولًا وتصديقًا.
وتمسك قادة الرياض بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، على الرغم من تخليهم عن تفسيرات رجال الدين المحافظة التي جعلت السعودية واحدًا من أكثر بلدان العالم انغلاقًا، وتبنيهم تفسيرات أكثر انفتاحًا، تطبقها غالبية دول العالم الإسلامي.
زاد الاردن