أسدل الستار علي أتون حملة إنتخابية شرسة أستخدمت فيها كل وسائل الهجوم وكل أساليب الدفاع وانتصر أغلب المتنافسين في الواقع الإفتراضي وانهزم في الواقع الحي الأغلب الأعم خصوصا حينما أخرجت صناديق الإقتراع أثقالها فتنادوا مصبحين متسائلين مالها ؟ لم يدركوا أن ساعتها أزفت وأن جِدها أو جدها واللعب ضيعها ووحقيقتها أدهى وامر
حاول الجميع خلق أمانيه وتمنى الفوز علي واهب الفوز في حين سعى له سعيه من آمن بمشروعه وصدّق بخيره وأستمات في تنفيذه وحُسْن تقديمه وأقنع الناخب بحقه في نيل ثقته، وقد ساعدت أصحاب هذ الخيار أفعالهم ولم تُجد أقوال غيرهم في طمس فعلهم فالأفعال شاهد حي وقد حقق النصرمن إستحق نيل ثقة الشعب وصعد نجم آخرين أحدثوا إختلالات كبيرة في صورة المشهد السياسي العتيق المعبرعن رتابته وحجبوا الصورة القديمة المعتادة على إختزال المشهد عن الظهورفتهاوت قلاع وحصون عتيدة وأخرجت تشكيلات عريقة خبرت النضال وعرفتها ساحاته أيام عزها واليوم تودع مكرهة نضالها وتأسف لعشاقها ومن آمنوا بها٠
كان التنافس هذه المرة مزدحم بلأفكار والرؤى والطموح تمكنت التشكلات السياسية من إستخدام حقها في الترويج لخطابها وإن تميز أغلبها بإنعدام برامجه وضبابية الرؤية وكاد التنافس أن ينحسر في النقد المتبادل وحجب الجهود وترسيخ المغالطة السياسية كأدات تضليل مبررة عرفا إن لم يحاول البعض تأصيل العمل بها شرعا وهوسلوك يعبر عن فظاعة الرغبة الخاطئة بالفوز الكاذب وبالحرام ، فلا يجوز تحت أي مبرر أن تشجع التظاهر بالدعم لحزب سياسي وطني وأنت ستصوت ضد خياراته لأن هذ الفعل يترجم على أرض الواقع بالنفاق إن بررته قوة تحكم المستعمر وتسلطه يوما فلا يجوزتبريره بين أشقاء الوطن الواحد والملة الواحدة ولقد تحدث بعض الطامحين فطالب الناخب بأخذ خير الحزب الحاكم والتصويت ضده فهل الصورة لها صلة بأمة الرسالة العظيمة الخالدة ؟ وهل قادة الرأي حينما يطالبون الناخب بالنفاق يرسخون قيم الدين السمحة والصريحة أم أنهم ينشدون دنياهم بدين غيرهم ؟
حينما تستباح الحرمات ولا ينهى الواعظ وكبير القوم عن تأكيد النفاق والعمل به فالصورة مشَوَهة والرغبة نزوة تسبح في بحر من الحرام المبرر عمدا المحرم شرعا وأخلاقا وعرفا وهي لا علاقة لها بالدين الحنيف ولا بسنة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام ولا بأي منظر أو مفكرفهي إجتهاد ضعيف سيطرت عليه نفوس ضعيفة أمّارة بالسوء كان من الواجب أن تكون الخطيئة المرفوضة المحاربة المنبوذة لا المباح المبرر ولا السلوك الحرام الْمُشَجَع فألأمة تشجع قيم الإنسانية والعيش المشترك يحتم شرف المعاملات والغاية لا تبرر الوسيلة ومن أخذ بعكس المُثل السامية سيُنتج أمة تمجد الخيانة والنفاق ، أمة من الوحوش الكاسرة والزواحف السامة لاتستحق إلا محمية من غابة بعيدة عن نطاق تحرك البشرتمارس فيها سلوكها الشاذ و ستتآكل أجيالها حتى تنقرض ساعتها سيدرك الساسة أو بعضهم أنهم إستثمروا جهدهم عكس ترسيخ قيم البشر السامية الشاملة وأنهم أنتجوا وسائل هلاكم وأنهم سيسألون ... ؟