أظهرت الإنتخابات ألأخيرة توقف إنتاج البعض عند محطة تاريخية تجاوزتها الأحداث وصُنفت في سلة السلوك الشاذ المهمل تلك المحطة ـ السلوك ـ تمثلت في المحاولة المستميتة لإظهار قوة الفرد مقابل الفريق والقبيلة بدل الوطن وأسْتَخدمت بيادق هذ التوجه قوة الدعاية وإغراء المادة رغم عمومية مصدرها وتبادلت زعاماتها الأدوار ووُظفت العواطف وأُستنطق التاريخ وأُستحضرت الجغرافيا وأُستدرج البسطاء وأسْتَغَل الفرد الفقراء وأستمرأ صدق نضالهم وفاضت كؤوس العصابة حتى ظنوا أنهم غيروا الصورة الرائعة التي علقتها الجموع لتحمي النجمة والهلال؛ فيا أيها النائمون في معطن الشرأفيقوا فالصورة حمتها سواعد اهل الحق والفضل وقد أخرجكم الفريق من صياصيكم وعرّت نواياكم سوقية رغباتكم وسطحية غاياتكم وأنتم على حافة الهاوية فالتحذروا السقوط فيها فإنها لا تبقي ولا تذر،والتعيدوا حساباتكم فاللحظة لا تسمح بإزدواجية الولاء والدروس المقدمة من المعلم ترفض إستغلال البشر وتوقف نهب جهده وتبارك جهد فريقه وترتقي المجد به
كل ظاهرة معيقة حاول البعض إحياءها على الجميع محاربتها ورفضها فهي طعنة قدر في جهود تحريرإرادة الولاء الحر المعبر عن قناعة صاحبه دون إبتزاز اوإغراء أو إكراه والمشروع الوطني يدعم ترسيخ مبادئ الكبرياء والتحرر ويعزز ثقة الفرد في ذاته ويشجع روح الفريق الواحد في مواجهة الفرد المتسلط وقد قطع الشعب العظيم أشواطا كبيرة في سبيل تعزيزالوحدة والتكاتف وأعتماد معيار الكفاءة والإستعداد بدل معايير أزمنة الخوف والتخويف بعد ما إنقضى عصر الخوارق والكرامات عصر تصنيف الجنس المختار على أسس العرق واللون والمصالح الضيقة فلم يعد مقبولا ونحن في ظل الدولة الوطنية أن نسمح بإستغلال الشعب خدمة لأجندات شخصية ضيقة لا تستحق ابدا إستغلال وضع مواطن واحد إستضعفه العوز أو الجهل أو التخلف لأن حقه علينا كإخوة في الدين والوطن أن نرشده وأن ندعمه وأن نحتضنه لا أن نتخذه سلما نصعد به لِنَسْعد ويبقى هو في مواجهة الحياة وصروفها ونحن ابناء الأمة العظيمة ذات الرسالة السماوية الخالدة ، فأين نحن من تعاليمها السمحة وأين نحن من روحها التي دعت إلي أفضلية البشر عموما على غيرهم من مخلوقات الخالق جلّ في علاه وأين نحن من قوله في التنزيل المحكم :﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.ومن حاول التطاول والتأويل والتفضيل بغير مافضل به الحق خلقه فقد ضل وأضل ولن يفلح في حجب الحق ولن يتمكن من ثني إرادة الخير فإرادة الخير نافذة مهما تكالب بغاث الشر ومهما مكروا ومهما أستخدموا من وسائل او إرهاب فلقد حصن الزمن والتجارب وصدق نوايا الراعي الشعب والوطن ونحن الشعب صمام أمنه المتجدد