اكتشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة مونتريال الكندية، أن تناول مضادات الاكتئاب في أثناء الحمل، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل بنسب تصل في بعض الحالات الى اكثر 50 في المئة.
وبحسب الخبر الذي نشرته صحيفة "ديلي تلغراف"، كشفت الدراسة عن وجود روابط قوية بين أدوية الاكتئاب شائعة الاستخدام، مثل "سيتالوبرام" وفينلافاكسين"، وارتفاع في حالات سكري الحمل "GDM" بحسب عربي 21.
وأشارت الصحيفة إلى أن سكري الحمل الذي يتلاشى عادة بعد الولادة، قد يؤدي إلى زيادة وزن الجنين، ما يؤدي به لأن يعلق في قناة الولادة، ولهذا تعاني الأم من المخاض المطول.
وذكرت بأن الدراسات السابقة أيضا، أشارت إلى أن الأطفال الذين تصاب أمهاتهم بسكري الحمل، هم أنفسهم أكثر عرضة للسمنة ومرض السكري في الحياة اللاحقة.
ويعتقد العلماء الذين أجروا الدراسة، بأن مضادات الاكتئاب قد تسبب سكري الحمل؛ لأنها تؤثر على أيض الجلوكوز، وهي عملية يشارك فيها الناقل العصبي "السيروتونين"، المعروف باسم "المادة الكيميائية السعيدة".
ومع ذلك يقولون إن النساء الحوامل لا يجب أن يتخلصن من مضادات الاكتئاب، لأن ذلك أيضا قد يسبب لهن المخاطر.
واعتمد الباحثون على بيانات الحمل في 17 مقاطعة في كيبيك الكندية، بما في ذلك 20.905 حالة من سكري الحمل.
ولتحديد الاتجاهات الإحصائية، قارنوا كل حالة من حالات المرض بعشرة حالات حمل غير متأثرة - من مجموعة 20.950 - من نفس العمر وسنة الولادة.
وفي جميع أنواع مضادات الاكتئاب، زاد خطر الإصابة بسكري الحمل بنسبة 19 في المئة، مقارنة بالنساء غير المدمنات على هذه الأدوية.
وارتبطت بعض الأدوية مع ارتفاع خطر الاصابة بسكري الحمل بنسب أعلى من غيرها، حيث ارتبط "أميتريبتيلين" بخطر الإصابة بنسبة 52 في المئة، وأما دواء "فينلافاكسين" ارتبط بزيادة نسبتها 27 في المئة.
كما أظهرت البيانات أن فرص الإصابة بسكري الحمل، ارتفعت كلما طالت فترة أخذ النساء لمضادات الاكتئاب، حيث ارتبط الاستخدام قصير الأجل بزيادة خطر الإصابة بنسبة 15 في المئة، بينما الاستخدام طويل الأمد ارتبط بنسبة 29 في المئة.
وأوضحت الصحيفة بأنه بشكل عام تكون المرأة أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل، الذي يميل إلى الحدوث في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، إذا كانت بدينة، أو كان أحد الوالدين أو الأخوة مصابين بمرض السكري.
وقال الباحثون: "يعتبر علاج الاكتئاب مصدر قلق كبير ويمثل تحديا، لأن الاكتئاب منتشر قبل وفي أثناء الحمل، والاكتئاب غير المعالج يمكن أن يؤدي إلى الانتكاس في أثناء الحمل، وفي فترة ما بعد الولادة مباشرة".
وأضافوا: "ومن ثم فإن النتائج الضارة المرتبطة باستخدام أدوية الاكتئاب في أثناء الحمل بما في ذلك "GDM"، ينبغي موازنتها مع عواقب عدم أخذ علاج الاكتئاب، وخاصة بالنسبة للنساء المصابات بالاكتئاب الشديد، ولهذا عليهن أخذ الدواء بحسب مشورة الطبيب الذي يقرر وفقا لحالة الحامل الصحية".
وهذه هي نسب زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل بحسب نوع الدواء المضاد للاكتئاب، وذلك وفقا لنتائج الدراسة:
أميتريبتيلين - 52 في المئة.
فينلافاكسين - 27 في المئة.
الباروكستين - 13 في المئة.
سيتالوبرام - 11 في المئة.
سيرترالين - 1.01 في المئة.
الجمع بين أكثر من مضاد للاكتئاب - 31 في المئة.