منذ احتلال العراق عام 2003، والهدف الصهيوني هو تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم، كذلك إسقاط محور المقاومة ضد النفوذ الأمريكي الصهيوني، وحماية الكيان الإسرائيلي، وبشكل أكثر وضوحا وتفصيلا فإن مشروع إقامة إقليم طائفي غرب العراق سوف يقطع الإمداد البري من إيران إلى سوريا عبر العراق – كما يرى المختصون وأصحاب الرأي –وهو ما يسهل من إضعاف سوريا التي سوف تصبح مطوقة من ثلاث جهات وهي تركيا من الشمال والإقليم السني شرقا والأردن وإسرائيل جنوبا، ومن ثم إسقاطها وتفتيتها إلى كانتونات طائفية، أو (صوملة )سوريا، لتحقيق الأهداف المرسومة لها.
أرادت أمريكا من خلال حلفائها وأدواتها في المنطقة ( تركيا .. السعودية .. قطر ) تحقيق هذا الهدف الخطير وغيره من الأهداف المشؤومة ، وبالتحديد كانت _قطر_ أحد هذه أطراف هذا الثلاثي الشرير ، ومازالت الأداة الصهيونية في المنطقة التي تدعم وتخطط وتنفذ المشاريع الإرهابية والتقسيمية في المنطقة ، وتحديدا في العراق وسوريا .
لقد كشفت صحف أمريكية في وقت سابق ، ومنها «واشنطن بوست» ، عن تمويل الجمعيات الخيرية الإسلامية للتنظيمات الإرهابية بالملايين، ومشيرة إلي أن الأسرة الحاكمة في قطر سعت للحصول على نصيحة بشأن العطاءات الخيرية وتوجهت إلى ما يعرف ب (عبد الرحمن النعيمي) ، الذي يعمل، وفقا لمسؤولين أمريكيين، وبشكل سري في تمويل تنظيم القاعدة.
وذكرت الصحيفة ‘‘أن النعيمي لديه سيرة ذاتية ممتازة تضمنت خبرة واسعة في جمع التبرعات وسنوات من العمل مع الجماعات الدولية لحقوق الإنسان، غير أنه كان ممولا لتنظيم القاعدة حيث كان يحول ملايين الدولارات إلى الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا والعراق‘‘ .
وإضافة إلى دعمها المالي المعروف ، فهناك دعم آخر لا يقل خطورة عن هذا ، فقد كشف تقرير إعلامي ألماني مؤخرا ، أن قطر أكبر حاضنة لحسابات تغرد لصالح "داعش" فى العالم العربى والإسلامي، وأظهر تحليل حسابات التويتر باللغة العربية أن كل ثانية تغريدة كانت تحمل خبرًا داعمًا ومؤيدًا لتنظيم "الدولة الإسلامية"، أى بمعنى أن 50% من تغريدات قطر تغنى لداعش، وبذلك تقف قطر على رأس قائمة الدول الحاضنة لحسابات تويتر المؤيدة لداعش.
كما أفادت مصادر إعلامية مؤخرا ، بأن الحكومة القطرية قامت بتقديم الدعم المالي إلى هيئة علماء المسلمين ومقرها العاصمة الأردنية عمّان، الأمر الذي سيمكنها من تعزيز دورها وتوسيع نشاطاتها المعادية للعراق.
وقالت هذه المصادر إن "عملية الدعم سيمنح الفرصة لهيئة علماء المسلمين لكسب العراقيين في الخارج مستغلة ظروفهم المعيشية الصعبة، ومن المحتمل حصول قطر من خلال دعمها على ضمانات لتنفيذ مخططاتها داخل العراق وبالأخص إقامة الأقاليم الطائفية كونها من الداعمين لهذا المشروع".
وأضاف المصدر أن "الحكومة القطرية قدمت دعماً مالياً للمسؤول الإعلامي للهيئة، إضافة إلى الدعم المستمر للهيئة سيما بعد حضورها لأحد المؤتمرات المعادية للعملية السياسية في العراق نظمته قطر في الدوحة في وقت سابق ، فضلاً عن الدعم المالي الذي قدمته للمؤتمر الذي عقدته في العاصمة الأردنية".
في الجانب السياسي يرى المهتمون في هذا الجانب ‘‘ أن نظرية المؤامرة مازالت قائمة على الرغم من تشكيك الكثيرين. فالمؤتمرات المتكررة ومنها (مؤتمر الدوحة) وغيرها تحمل في طياتها الكثير من المخططات على رأسها, إبعاد القوى السياسية الفاعلة عن المشاركة في الحكومة المقبلة, مع إغراق الحكومة في كثير من المشاكل, وإعاقة العمليات العسكرية ضد العصابات الإجرامية ، هذا جميعه مدرج في أعمال تلك المؤتمرات التي تعقد في دول إقليمية لها مواقف سلبية مع العراق, وساهمت بشكل فعال في تهديم البنى التحتية للبلد, عبر إرسال ودعم الجماعات الإجرامية‘‘.
مؤكدين أيضا بأن تنظيمات حزب البعث هي جزء من داعش وهذا أمر بديهي, والجناح السياسي لها يعمل على إسقاط العملية السياسية, ويطالبون بتشكيل حكومة إنقاذ وحل البرلمان وإسقاط الدستور، ولذا فإن فكرة الأقاليم الطائفية وتحديدا الإقليم السني يراد منه تغلغل حزب البعث وداعش في جغرافية محددة طائفيا . وإلا لماذا لم تعمل هذه القوى الطائفية على تحرير مناطقهم من العصابات الإجرامية التي تهيمن على المحافظات الغربية, قبل مطالبتها بإنشاء الإقليم _ كما يتساءل هؤلاء المختصون في هذا الشأن _؟.
اقتصاديا يرى المحللون في هذا المجال ‘‘إن تكوين (الإقليم السني )مثلا سيكون ممرا سهلا وأمنا لتصدير النفط والغاز الخليجي عبر تركيا إلى أوربا ودول العالم الأخرى، لسهولة أرضه الصحراوية في مد الأنابيب النفط والغاز، وقربها من مصادر التسويق العالمية عبر تركيا، وبهذا تحقق الولايات المتحدة أهدافها الرامية إلى ضرب الاقتصاد الروسي والإيراني، من خلال إمداد أوربا بالغاز القطري بالأنابيب عبر العراق إلى تركيا، لان تصدير الغاز القطري عبر الناقلات إلى أوربا والعالم مكلف اقتصاديا من جهة، وبطء وصوله إلى المستهلكين من جهة أخرى، إضافة إلى مخاطر توفقه عند حدوث أي أزمة في الخليج العربي، لذلك إن تصدير الغاز القطري والخليجي عبر الأنابيب سوف يعوض الاعتماد على الغاز الروسي، وبالتالي يوجه ضربة قاضية للاقتصاد الروسي، الذي يعتمد بشكل أساسي على النفط والغاز وخاصة المصدر إلى أوربا، كذلك يسهل وصول النفط والغاز إلى أمريكا وأوربا بعيدا عن الأزمات في الخليج العربي، وبدون شروط سياسية قد تفرض على هذه الدول التي تعتمد بشكل أساسي على النفط والغاز الروسي‘‘..
اليوم يبدو هذا الثلاثي الإرهابي ( قطر.. تركيا ..السعودية) يعمل بشكل صريح ومباشر بعد أن تكشفت الوجوه وسقطت الأقنعة .. اليوم يتحدثون أو يحشدون بما يشبه المثل (( شر البلية ما يضحك )) لقوات برية تأتي لمحاربة داعش في سوريا، وربما في العراق أيضا ، من يعرف ، ولكن الذي نعرفه حقا ، إن جاءوا، فإنهم يجيئون لحماية مصالح إسرائيل وأمريكا ومن أجل بقاء عروشهم الخاوية.