لا يمكن أن ينكر مكابر، أن افتتاح هذه السنة، السنة الدراسية 2019/2020، اختلف كليا عما عهدناه من ذي قبل، فبعد شهر من الدراسة، يمكن القول بأن أهم ما يميزها لحد الساعة أو انسيابية الدراسة، الشيء الذي لم يكن يحدث عادة إلا بعد مرور شهرين من الافتتاح الرسمي، أضف إلى ما سبق طبيعة الاكتتاب الجديد للعقدويبن، الذي تم على معايير تحد ما كان يطبعها سابقا من زبونية و تدن في شهادات التعاقد، حتى صار يطلق على بعض هذه المؤسسات التربوية "المدرسة الأهلية" لأن معظم متعاقديها من سكان البلدة الأصليين.
إضافة لما سبق، لعل أبرز ما اتخذ من خطوات حتى الآن، هو القضاء على مسرحية استغلال طلاب السنة الثالثة من مدارس تكوين المعلمين، وإرسالهم بداية السنة - ولما يكملوا تكوينهم- لسد النقص الحاصل في الميدان، دون إعطائهم أي امتيازات محفزة، ولاهم تخرجوا من هذه المدارس، والتي يكفي من التكوين فيها- بالمناسبة - سنتان أولى أكاديمية وثانية مهنية، وخصوصا إن تم اكتتاب هؤلاء في فترة مناسبة كما شأن الدفعة الجديدة لهذه السنة.
هذا من جهة ومن جهة أخرى، يمكن أن يضاف لذلك، ما تلا ذلك من خطوات تمثلت في استشارة وزارة التعليم الأساسي وإصلاح التهذيب الوطني لأهل الشأن من نقابات مهنية ورابطات آباء التلاميذ، وممن سيروا هذه الوزارة سابقا، هذا مع بعض المحاولات الخجولة حتى الآن لتطبيق المعايير لترقية بعض أهل القطاع.
يمكن أن نضيف لما سبق الزيارات الميدانية التي بدأت أخيرا في العاصمة وفي موريتانيا الأعماق، والتي زف فيها نبأ زيادة علاوة البعد.
خطوات واستشارات وزيارات، في الإتجاه الصحيح وترسل رسائل تجعل المتلقي -على حذر- يؤمل خيرا في قابل الأيام.
وكل ما حدث لحد الساعة من حراك يمكن أن نطلق عليه مجازا ما يسميه أهل الإحصاء مرحلة "جمع المعلومات"
مرحلة ينبغي أن تعزز بأخرى مرتبطة بها هي تحليل هذه المعلومات، للخروج بقرار سيادي، يضع مصلحة البلد فوق كل اعتبار،و ينتشل هذا التعليم من الحضيض الذي وصل إليه.
حراك على علاته، بدأ البعض يتماهى معه وإن على استحياء، لكن بقدر ما ستكون جدية أهل القرار في توجههم الإصلاحي؛ تكون جدية أهل الميدان، طبقا للمقولة: "الرعية على قلب الأمير".
ذلك أننا شعب تعودنا على الاستهتار بكل ماهو عام.
وسبيل نجاح أي قرار مهما كان، يتمثل - بعد أن يوضع المشرفون على هذه العملية في ظروف مادية ومعنوية مريحة تمكنهم من أداء تلك الأمانة والمسؤؤلية الجسيمة- في تفعيل المتابعة والرقابة من جهة وكذا تفعيل مبدأ العقوبة والمكافأة، اللذين هما ترياق كل أمراضنا العصرية والتي بدأت منذ نشأة الدولة، وحتى يومنا هذا.
أملنا على الله كبير، ثم على مسيري قطاع التعليم الأساسي وإصلاح التهذيب الوطني، سيما إن كان مسيروه خارجين من رحم التكنوقراط، بعيدا عن أولئك السياسيين الذين أهلكوا الحرث والنسل، والذين دأبوا على الوقوف صخرة صماء أمام أي تقدم يراد لهذا البلد.
أملنا هذه المرة أن تكون عقباتهم في وجه الإصلاح الجديد، يرد فيها قول الأعشى:
كَناطِحٍ صخرةً يَوْماً ليِوُهِنَها//
فَلَمْ يَضِرّْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ.
أخيرا وليس آخرا؛ فإنه من نافلة القول:
مالم تتوج كل هذه التوجهات بإعلان غير تقليدي لسيادة الرئيس تجاه الأسرة التربوية، بمناسبة عيد الاستقلال؛ يبقى أي جهد وأي قرار للإصلاح، من قبيل المهدئات الآنية والتي لاترقى إلى ما يطمح إليه هذا الشعب لإصلاح تعليمه المهيض الجناح.
السلام عليكم ورحمة الله.
محمد سالم حبيب.
مكون بمدارس تكوين المعلمين