في كل يوم يجتمع فيه اليمنيون هو يوم فرح للمملكة؛ التي كانت منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز –طيب الله ثراه- وستظل دوماً مع اليمن، حريصة على استقراره، وساعية في ازدهاره، وواثقة بأن حكمة أبناء شعبه تسمو فوق كل التحديات».
بهذه الكلمات المشبعة بالحب والاحترام والتقدير، خاطب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صناع القرار وجميع المكونات السياسية والشعب اليمني بعد التوقيع على اتفاق الرياض، أمس الأول (الثلاثاء)، بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يؤسس لعلاقة مستقبلية وينهي التباينات ويفتح آفاق التعاون لتوحيد الجهود لمواجهة العدو المشترك واجتثاث نظام خامنئي وعميله الحوثي من اليمن.
المتابعون لكلمة ولي العهد وجدوا من خلال تعابير وجهه السعيدة ولغة جسده المريحة حجم الفرح الذي يشعر بِه وهو يرى التناغم والتماهي الذي تحقق بين الشرعية والمجلس الانتقالي، فضلا عن انتهاء حالة التشظي في جنوب اليمن والتوحد بين المكونات السياسية والمجلس الانتقالي مع الشرعية اليمنية التي أصبحت منذ ليلة فرح أمس الأول على مسافة واحدة. الأمير محمد بن سلمان كان يتحدّث من القلب ويخاطب ضمير وعقل الشعب اليمني كواحد منهم، يهتم بشؤونهم، ويعيش معاناتهم ويحرص على أمنهم واستقرارهم، عندما قال إن المملكة بذلت كل الجهود لرأب الصدع بين الأشقاء في اليمن بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين.
وعندما أعرب الأمير محمد بن سلمان عن أمله أن يكون «الاتفاق فاتحة جديدة لاستقرار اليمن»، وأن «شغلنا الشاغل في السعودية هو نصرة اليمن الشقيق استجابة لدعوة الحكومة الشرعية»؛ فهو يجسد ما تشعر بِه القيادة والشعب السعودي تجاه الشعب اليمني العربي الأصيل وضرورة انتهاء معاناته خصوصا أن المملكة سعت وحققت الكثير لأمن وسلام ووحدة واستقلال اليمن، وستواصل السعي الحثيث لتحقيق تطلعات الشعب اليمني.
الأمير محمد بن سلمان تحدث بتقدير عالٍ لدور الإمارات في إنجاز اتفاق الرياض، عندما قال الإمارات قدمت تضحيات جليلة في ساحة الشرف مع جنود السعودية ودول التحالف، ولقد شاهدنا العناق والتآخي بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والشيخ محمد بن زايد في حفل توقيع اتفاق الرياض، وقد دخلا إلى الصالة وأياديهما متشابكة في يدي الأمير محمد بن سلمان في رسالة للمغرضين والمشككين.
«إن مواقف المملكة تجاه اليمن مواقف أصيلة كأصالة شعبه العزيز، الذي تربطنا به أواصر الدين والقربي والجوار»، هذه هي مشاعر ولي العهد تجاه الشعب اليمني، فضلا عن إشادته باستجابة الرئيس عبدربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي لدعوة المملكة للحوار فيها، وما تم التوصل إليه في اتفاق الرياض، الذي سيكون فاتحة خير لمرحلة جديدة من الامن الاستقرار و البناء في اليمن.
الأمير الشاب محمد بن سلمان كعادته مؤيد للسّلم والسلام مع المسالمين، ويكون كالسيف تجاه الخصوم المعادين للمملكة، عندما أكد بكل شفافية ووضوح وصراحة على ضرورة وقف التدخلات الخارجية التي تسعى لفرض واقع جديد على اليمن بقوة السلاح، وهو يشير إلى النظام الايراني الإرهابي؛ والانقلاب على شرعيته ومؤسساته موجها حديثه للحوثي الذي هدد أمن جيرانه وأمن المنطقة وممراتها المائية الحيوية للعالم كله، في رسالة للنظام الإيراني أن نهايته قريبة في اليمن.
المملكة أكدت على نواياها الصادقة، وتجسدت الحكمة اليمانية في اتفاق الرياض، وأصبحت مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار وفوق مطامع الأطراف التي تسعى لنشر الطائفية والفوضى وعدم الاستقرار في اليمن، إن اتفاق الرياض يؤكد نبذ التمييز المناطقي والمذهبي والفرقة والانقسام، وإيقاف الحملات الإعلامية المسيئة بأنواعها كافة بين جميع الأطراف.
ليلة الفرحة العارمة في اتفاق الرياض، عندما تتحدث حنكة ولي العهد، وتتماهى الحكمة اليمانية، فإن خامنئي يتزلزل