لإِن وصل الحال ببعض الشعوب العربية إلى إضرام النارفي نفسها رفضا للظلم والجور والتعسف والقهرمُتحَدِين حر النار وحسرة الموت وبشاعة وسيلته فإن بعض الأنظمة أو من يدور في فلكها ألأقرب إليها قد رد بصريح الفعل المشؤوم أن هذه الأنظمة مستعدة لسحق الرافضين بل تذويبهم وإعادتهم إلى الأصل ؛نقطة ماء دافق خرجت من بين الصلب والترائب وتسربت في مياه الأرض المشتملة على ثلثي المعمورة فهل الرد الرسمي على الرسالة الشعبية واضح ٠٠٠؟ إن إستمرارالتراشق بالرسائل العنيفة والمميتة لن يوفر الحل ولن يجيب على السؤال المحوري المتعلق بالحكم والحاكم ودور المحكوم في هذه الدائرة الضيقة وهل الحكم شكلا ومضموناهو الثابت الوحيد في عالم متغير بسرعة فائقة تقتضي مواكبته والعيش فيه التأثربه ومحاولة التأثيرعليه ؟ أم أننا الظاهرة الوحيدة الشاذة بين أمم الكون ؟ وهل شذوذنا إيجابي أم سلبي ؟ أوليس من حق العالم علينا إن كان شذوذنا إيجابي أن نشركه فيه حتى تتناغم الخطى ويستفيد العالم من تجربتنا في الحكم والإستقرار والرفاه والحرية ؟ وهل نحن فعلا تمسكنا بحكمناالنموذجي وسرنا على درب محجته البيضاء ؟ إن تجربة نجاح الحكم تقاس على مقياس توفير العيش الكريم والنوم الآمن النعيم ومشاركة الجميع في صياغة القرار الخاطئ والسليم ، ومؤشرات التطورالبشري تؤكد السيرالحثيث على طريق توفير الرفاه والكرامة والأمن للجنس و تحسين وسائله ومما لاشك فيه أن الجوع والخوف والتخلف والظلم من أكثر الأعداء التي واجهتها ــ وتواجهها ــ البشرية عبرتاريخها منذ النشأة وحتى يوم الناس هذ لذالك كان قياس النجاح بمقدار التغلب على هذه المعوقات والموانع وفي سبيل القضاءعليها فاليتنافس المتنافسون فهل إهتدينا السبيل أم أضلنا السامري أم سحرتنا القصور وربات الخدور ؟ لن تحتاج إلى كبيرعناء حتي تؤكد أن وضع الأمة اليوم ليس كوضعها يوم بدرولا حنين ولاحتي يوم معركة بلاط الشهداء فتلك أمة قدخلت وهذه أمم قد إختلفت ورضيت بما مُنحت حتي هزلت وفُتنت بالكرسي المستورد والعرش المزيف وأستسلمت تحت شعارات إستتباب الوضع وتطويرمقدرات الأوطان وتوفيرالأمن فأي الوضعين قصدوا ،وضع الشعوب أم وضع حكامها ولمن تطور مقدرات الأوطان ولمن يُوفر الأمن والأمان أَ لِلَذي أكلته النيران ؟ أم هذ الذي تبخر في مجاري الأوطان ٠٠٠؟ حري بنا أن نوقف المهزلة ونحسن الرد على الأسئلة وندخل في حلحلة المسألة فقد بلغت النذرمنتهاها وأستوت مياهها بدماها والثورة قتلت من أحياها والأمة تضيع والشعوب تذوب في لأوطان كالصقيع ٠ إن تغيير الوضع مرتبط بمراجعة آلية الحكم وتطويره حتي يلوح بصيص أمل ولوفي آخرنفقه كي يظل طلابه على أمل الوصول إليه فالمسالك المتاحة محفوفة بالمخاطر والأهوال والخروج على العرف والتقليد بدعة وضلال، فاسق من يفكر فيها أما من يدعو إليها فإنه شيطان مارد وصائل قتله بأي طريقة جهاد، وهوما يشوه صورة الأمة ويستنزف قواها فلو أن حكامها وطلاب حكمها وقادة رأيها جلسواعلى طاولة واحدة وبحثوا أمر حكمها لتوصلوا إلى حل سواء مهما طال الحوار فلقد أكت تجارب الأمم أن الحلول عن طريق الحوارأقدر على الصمود من تلك التي فرضت بالقوة أو بالحيلة كما أن تطور التعايش وسرعة تفشي المعلومات ونتائج السياسات المعتمدة على تحديث الحكم وإشراك الشعوب في صناعة مستقبلها وصياغة قرارها أمورلم يعد حجبها متاح بسبب الثورة التكنلوجية ولإنتشار وسائط التواصل ومن يصرعلى التمسك بالماضي سيجد نفسه في صحراء قالحة تحاصره أرواح الضحيا ولعنة الظلم ٠
إن قرع طبول التغيير أقض المضاجع وأربك ردة الفعل في منطقتنا العربية عموما فانهيار منظومة الحكم في بعض بلاد المغرب العربي رغم نتائجه الكاريثية ورغم إسقاطه الخاطئ في المشرق العربي بدأت شهبه تتهاوى في الخليج العربي آخرمعاقل الرفاه ورصيد الأمة المستنزف من لدن أقليات حاكمة أهملت حقوق الأغلبية ورفضت إشراكهم في الحكم وفي تأمين النفس والوطن ومساعدة الأمة وجرمت مجرد التفكيرفي تطوير نظم حكمها المستمدة من قصص علي بابا وحكاية الف ليلة وليلة ولا شك أن الملوك الأجلاء وسمو الأمراء أدركوا أنه لاصبح يمنع من الكلام المباح ولاليل تحاك فيه الدسائس ،فصحِحوا أخطاء السلف وأشرِكوا أخ العقيدة والوطن وجنِّبوا الأمة تكرار تدمير ليبيا وتخريب سوريا وتقسيم السودان وأوقفوا الحرب في اليمن وفكوا حصارقطروحرروا الأسراء وتأسفوا على تخليكم عن العراق وتوبوا إلى الله قبل فوات ألأوان وأحسِنوا إستغلال إعلامكم فلقد سمح لكم العالم بحرية الكلام عبر القنوات وسمح لإسرائيل بالتصنيع الحربي وبالمفاعلات النووية ؛والنحمي معا سفن الأوطان فالإستبداد خرق لها سيقتل الجميع لا قدر الله