عقدة "التسييد" تلك العقدة التي يصاب بها الحكام المستبدون، تتداخل فيها النرجسية والغموض والالتواء وحب التسلط والتحكم، ليصلوا مرحلة العقدة النفسية المركبة والهلوسة غير المفهومة، يصنف صاحبها عادة في خانة المريض النفسي.
في بداية "تسيّد الجنرال عزيز كتبت مقالا تحت عنوان "عزيز وعقدة التسييد" شخصت فيه حالة الرجل مع السلطة وحللت نفسيته التسلطية المريضة، أما الآن فقد أصبحت حالة التسيّد لدى الرجل محل إجماع من طرف مناصريه بالأمس قبل معارضيه بعد مغادرة القصر الرمادي بسبب محاولته الانقلابية الأخيرة على رفيق دربه وشريكه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، فإن حالته انتقلت إلى ما يُعرف بمتلازمة "فانتوم"؛ وهي وهمٌ وحالة نفسية يُخيل لصاحبها أنه مازال يتحكم في أطرافه وأذرعه المبتورة.
وهمُ الأطراف ذلك الإحساس الكاذب الذي أصاب الجنرال التاجر بعد مغادرة السلطة مكرها وجعلته يفقد صوابه بعدما فقد قُمرة التحكم والقيادة.
لقد أصبح الوقت مناسبا للتذكير ببعض تصرفات الجنرال المتسيّد الذي اختطف البلد أكثر من عقد من الزمن واعتبره ملكا خاصا له يتدخل في كل تفاصيله وحيثياته ويتصرف في مقدراته وخيراته تصرف الرجل في جيبه.
لن نسامحه حين اغتال ضحوة حلمنا بحكم مدني في البلد بانقلابه الأرعن على الرئيس المدني المنتخب سيد محمد ولد الشيخ عبد الله.
لن يغفر له الشباب الموريتاني المعطل حين سد أمامهم أبواب بلدهم وحرمهم من خيراته، لن يغفر له طلبة العلم الشرعي حين حرمهم من مواصلة التحصيل العلمي في المؤسسات الأهلية.
لن يغفر له الأيتام والأرامل والفقراء حين أغلق عنهم المؤسسات الاجتماعية والخيرية التي كانت تساعدهم على حياة معيشية كان هو السبب في صعوبتها وغلائها بزيادة الضرائب والمكوس على كل شيء، والتحكم في أرزاق الناس.
لن يغفر له الموريتانيون عموما حين بدّد ثرواتهم وحولها لرصيده الخاص.
كل ذلك وأكثر جزء يسير من تصرفات الجنرال المتسيّد قبل أن يصاب أخيرا بمتلازمة "فانتوم" التي لن يتعافى منها قريبا.
فهل يعي الموريتانيون الدرس جيدا ويقفوا في وجه كل مستبد متسيّد ؟؟
د. إزيدبيه الامام