الزهرة أنفو : حاول الرئيس ان يعطى انطباعا غير المتوقع عن شخصيته وعن اختلاف تعامله مع الصحافة ومع الجمهور واحتفظ بصرامته المعهودة في احاديثه وفي تقريره وفي ثقته من نفسه ومن تسييره للبلد واضاف سحنة مرح ودعابة غير مألوفة .
في هذ المؤتمر وجه الرئيس السابق عدة رسائل لجهات مختلفة وترك الباب مفتوح لاحتمالات متعددة
الرسالة الأولى سياسية موجهة الى الدولة واغلبيتها مفاد هذه الرسالة انه طيل عشريته سعى لترسيخ الديمقراطية كوسيلة وحيدة لحكم البلد وتنظيم جهود ابنائه وتمسكهم بها كقناعة لكن في اشارة ضمنية منه فإن أغلب التلاميذ لم يتمكن من الدرس جيدا او انه فضل الطريقة العتيقة في التعامل مع الانظمة وفي هذه الرسالة نفى الرئيس السابق بشدة ربط عودته بمحاولة العودة للسلطة ووضع حدا للأتهامات المتكررة بانه حاول تحريك الجيش اوبعض كتائبه لتغيير النظام معلنا ان رئيس الدولة واحد فقط وهو الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني وانه وحده من يقوم بتسيير البلد من خلال حكومته وهي اشارة الى ان الرئيس السابق عاد لضمان ومواكبة الاصلاح السياسي وترسيخه من خلال تقوية الحزب الذي انتمى اليه والذي اسسه
وفي هذه الرسالة نبه أغلبية عشريته ان الحزب الذي ناضلوا من خلاله وتبوؤا المناصب عبر تزكيتهم من خلاله عرضة للاحتلال من مجموعات وافدة من ساحات نضال متنافر مع حصيلة تجربتهم ومتعارض مع الشعارات التي تمثلوها وحاولو تطويرها وتحسينها كفريق واحد، معتبرا ان النظام الديمقراطي يستوجب معارضة نشطة واغلبية حاكمة تدير البلد وفق برنامجها الذي زكاه الشعب محذرا في نفس الوقت من تكالب طرفي النظام الذي سيكون ضحيته الشعب والوطن
ولم يخفي رفضه لمشاركة المعارضة في جهد الاغلبية التي فازت بثقة الشعب معتبر دورها محصورا في الكشف عن اخفاق وعجز تسيير حكومة الاغلبية للشأن العام .
ولم يسد الباب امام الاغلبية وفتح المجال لتدارك وتصحيح المواقف التي ارتجلت او تلك التي بنيت على اساس معلومات مغلوطة فرئيس الحزب عن يمبنه ونائبه عن شماله ولم تتح لهما فرصة تقرير اعادة هيكلة الحزب الذي يترأسانه مشيرا الى إمكانية اللجوء الى كل الاحتمالات من خلال اللجوء الى القضاء او تشكيل حزب جديد او الانضمام لحزب قائم .
الرسالة الثانية دستورية موجهة الى السلطة التنقيذية التي تدخلت بشكل سافر في اعادة هيكلة حزب سياسي وابعدت بالفعل قادته ومؤسسه عن المشاركة في عملية تشكيل هيئاته القيادية معتبرا ان الغرض من ترسيخ القيم الديمقراطية هي ان تحترم السلطة التنفيذية ارادة تشكلة الاحزاب وان تضمن سيرها وفق القانون دون ان تتدخل في تحديد تشكلتها او شكلها وهذه الرسالة موجهة اساسا الى اشخاص محددين من حكومة الرئيس غزواني وربما يكون هو نفسه احدهم .
الرسالة الثالثة سلوكية موجهة الى النظام الذي مارس ضغوطه ليحرم مواطنا ورئيسا سابقا للجمهورية من ايصال رأيه للشعب ونخبه وهي الممارسة المخلة بقيم التعامل مع رموز الوطن وقادته فلا يعقل ان تلجأ دولة ديمقراطية الى حجب راي رئيسها الخارج لتوه من الحكم بطريقة تناوبية شفافة ونزيهة وساهم بشكل كبير في نجاح رئيسها الحالي .