هدى فتاة يتيمة تعيش مع أمها وشقيقها الاكبر , عمرها ٢٠ سنة , تعرفت على شاب عن طريق "الشات" واستمرت العلاقة بينهما ..خرجت معه دون علم أهلها بحجة أن يراها وتراه ..اتفقا على الزواج بعد أن وصلا في الهيام والحب إلى أعلى الدرجات كما تخيّلا .
حضرت أسرة الشاب إلى منزل الفتاة لكي تخطب البنت ..تمت الخطبة ...واتفقت الاسرتان على مهلة لكي يسأل أهل الفتاة عن الشاب ويتعرفوا عليه.
قام شقيق الفتاة بالسؤال عن الشاب فوجد أنه غير مناسب وغير ملائم لأخته ، فلما علمت هي أن أخاها رفض هذا الشاب جن جنونها ..
وقالت : لا يستطيع أحد أن يقف أمام هذا الحب الذي دام سنة .
قررت مواجهة أخيها وقالت له : أنت لا تعرف شيئا ، قال : كيف ؟ قالت أنا أعرف هذا الفتى منذ سنة ، وقد خرجت معه عدة مرات والتقيت به ...أرجوك استر علي َّ ، أنا لا أستطيع أن أتحمل ، في هذه اللحظة , وبدل أن يغضب منها , تمالك نفسه وتحمل هذا الكلام الذي لا يستطيع أن يتحمله أحد ، لكنه استطاع ذلك بفضل الله ثم بحكمته وبعد نظره .. حتى أنه حاول أن يمنعها من المضي في الزواج وقال لها : هذا الشاب لا يصلح لك .. فهو شخص غير مناسب .. وكونك أخطأت في السابق فهذا أمر سنتجاوز عنه وعليك بتصحيح الخطأ .. لكنها رفضت وقالت.. فإما تزوجني أو أنتحر .. خرج من عندها وقال : فكري في كلامي جيداً والخطأ يُصحح .
كان للفتاة أخٌ آخر من أبيها فذهبت إليه ، واتفقت معه على الزواج بعد أن يسافر الأخ الشقيق في مهمة عمل ..فقد استغلت خلافا بين الأخوين لتنفذ خطتها ..
فوافق على الفور وزوّجها للشاب وتم العقد بينهما ..
الآن أصبح هذا الشاب زوجاً لهذه الأخت بالشرع ، فلما علم الأخ الكبير بذلك عاد مباشرة من سفره و ذهب إلى بيت أخيه من الاب ,حيث توجد شقيقته في منزله منذ أن تركت البيت الذي ولدت وتربّت فيه.
فلما دخل ,كان من الجميع يتوقع منه أن يغضب على أخته لكنه سلم عليها ودعا لها بالبركة والتوفيق ..
وطلب منها أن يذهبا سويا إلى بيت أمه .. ولما عادت إلى بيت والدتها لم تُسلم الأم على ابنتها ، فقد قامت بعمل في نظرها لا يتقبله أحد وغير مألوف في عادات المجتمع وتقاليده ,حتى أن الأخوات كن ينظرن إلى أختهن باحتقار ، فكيف تزوجي نفسك و تتركين أهلك من أجل هذا الشاب ؟!..
وبالرغم من كل شيء تقبلت الاسرة وبإصرار من الاخ الاكبر الامر الواقع ، وانتهى الأمر وكأن شيئا لم يكن ..
وفي أول ليلة اكتشفت الفتاة أن زوجها مدمن مخدرات ، فتذكرت كلام أخيها الشقيق وبعد الثلاثة أشهر الاولى اكتشفت أن زوجها له علاقات محرمة بفتيات أخريات ، بل اكتشفت أنه كان مسجونا في قضية ترويج مخدرات .
هذا الزوج كان لئيماً بكل ما تحمله الكلمة ، فقد أوقع زوجته في تعاطي المخدرات بل امتد الامر إلى أن أوقعها في ترويجها بين بنات جنسها.
بعد ذلك تم القبض على زوجها واعترف عليها وأقر بأنها كانت تتعاطى وتروج المخدرات معه.. ودخلت الفتاة السجن وقُيدت يداها ورجلاها التي لم تتعود على ذلك بالسلاسل , لكنه واقعُها الجديد.
اتصلت بأخيها من أبيها تستنجده فقال : ليس لي علاقة .. أنا زوّجتُك وانتهى دوري .. كلمي فلانا يقصد أخاها الشقيق ..
اتصلت بأخيها الشقيق وأخبرته - سبحان الله – كان بالفعل أخا بكل ما تعنيه الكلمة , لقد جاء مباشرة إلى الشرطة وسأل عن القضية وملابساتها ..
ولما عرف تفاصيل القضية وكَّل محاميا يدافع عن شقيقته مما أجبر الزوج على الاعتراف مجددا بأنها لا علاقة لها بالترويج أو التعاطي , وخرجت من السجن بعد أيام قليلة.
وقد عرف أخوها أنها بالفعل أصبحت مدمنة وتحتاج إلى علاج فأخذها وأدخلها إلى مستشفىً يعالج الادمان ودفع له التكاليف الباهظة التي يطلبها ، وكان يتحمل كل شيء من أجل أخته ، وكان كل ذلك يتم دون علم أحد من أهلها أو جيرانها حتى شُفيت تماما وعادت صحتها كما كانت ..
ثم أخرجها من المستشفى وأخذها إلى بيت الاسرة ,فلما دخلوا رمتْ بنفسها في حضن والدتها وقامت تقبلها وتسألها السماح ، سامحيني يا أمي أنا أخطأت , لقد تزوجتُ بدون رضاكم.. فأشار إليها الاخ بيده : يكفي , لا تتحدثي كثيرا في هذا الموضوع ، ثم ناداها وجلسا معا في غرفة خاصة وقال لها : إياك أن تخبري أحداً بما حصل .. فلا أحد غيري وغيرك يعرف أي شيء عما جرى , فاندهشت وقالت : حتى أمي لا تعرف؟ ..قال نعم حتى أمك لا تعرف شيئا عن الامر.
وبعد ذلك طلب من المحامي ان يرفع دعوى طلاق في المحكمة فحصلت على الطلاق.
إن هذا الاخ الكبير الكريم مثال رائع لأخ عاقل حكيم حنون في ظل فقد الوالد ووفاته.