أحمد قذاف الدم: “الناتو أسقط القذافي” .. و الأزمة في ليبيا سببها الرئيسي التدخل الغربي

أحد, 25/08/2019 - 20:02

كشف أحمد قذاف الدم المسؤول السياسي لجبهة النضال الوطني والمبعوث الخاص للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، أسباب الأزمة الليبية، وحدد طرق حلها، ودور قطر في المنطقة. كما أكد أن قطر مختطفة من شيوخ التطرف.

وقال في الجزء الثاني من مقابلته مع “العربية.نت” إن الأزمة في ليبيا سببها الرئيسي التدخل الغربي، فالغرب هو من يدير الصراع الحالي في ليبيا، ولا يريد أن يخرج منها، لأن ليبيا بالنسبة له مفتاح مهم لإفريقيا، وتمتد بطول 2000 كيلومتر على البحر المتوسط، فضلا عن عدد سكانها القليل نسبيا، مضيفا أنه تم خلال الصراع الحالي تهجير 2 مليون من سكانها.

“الناتو أسقط القذافي”

وأكد أن الغرب هدفه استمرار الصراع في ليبيا حتى تصبح دولة فاشلة وتوضع تحت الوصاية، ورهن ثرواتها من النفط والذهب والغاز والسيطرة على إفريقيا من خلالها وتأمين جنوب أوروبا، فضلا عن تنصيب قواعدهم البحرية والبرية فوقها ولعل أهم أسباب الصراع في عام 2011 هو منع القذافي من الهيمنة على القارة من خلال الاتحاد الإفريقي.

وقال إن ليبيا قطعت شوطاً كبير في حروب تحرير إفريقيا واستطاعت تنصيب أكثر من عشرين رئيس دولة، وقاد القذافي الوحدة الإفريقية وأعلن الاتحاد في سرت في العام 1990 وبدأنا الإعداد لحكومة إفريقية واحدة وسعينا للوصول إلى الولايات المتحدة الإفريقية وهذا يعني إغلاق أبواب إفريقيا على الغرب، مشيراً إلى أن الحال وصل بنا الآن إلى أننا أصبحنا نجاهد لتوحيد الأسرة الواحدة في ليبيا.

الإخوان قبل 2011

وكشف قذاف الدم أن ليبيا لم يكن يتواجد بها عناصر كثيرة من جماعة الإخوان المسلمين فعددهم قبل 2011 لم يتجاوز 350 فردا، مرجعا الأمر إلى أن الدولة الليبية لم تكن بها بيئة خصبة أو مناسبة لظهور تيارات متطرفة أو نمو تيارات الإسلام السياسي، مضيفاً أن عدد من يدعون انتمائهم لتيارات الإسلام السياسي لا يتجاوزون في ليبيا حاليا 5 آلاف إرهابي بينهم 3 آلاف أجنبي، وإذا استقرت ليبيا وأقاموا حزبا سيكون كحزب راكاح المتطرف في الأراضي المحتلة.

الحل بيد الليبين

الصراع حاليا في ليبيا – كما يقول قذاف الدم – ينحصر بين تيارات وطنية وعملاء مأجورين مدفوعين من قبل دول غربية وغيرها، لكن الحل بيد الليبيين وحدهم فهم من يملكون الحل وحق منح الشرعية، مشيراً إلى أن ليبيا كانت دولة ملء السمع والبصر ولديها قيادات وكوادر مؤهلة لحكم البلاد وكلنا ثقة في شعبنا الذي قرر إسقاط دولة الباطل.

وقال إن المعركة الأهم حاليا هي إعادة ليبيا لحضن الليبيين، وبالتالي لابد من دعم الجيش الوطني الليبي في معركته لتحرير أراضي ليبيا وتحرير العاصمة طرابلس وبعدها تنطلق العملية السياسية، والتي يجب أن ترتكز على أن الشرعية للشعب والجماهير، والجيش سيكون حاميا، لذلك فهو جيش كل الليبيين وليس جيش فرد بعينه سواء معمر القذافي أو خليفة حفتر، مؤكدا أن الجيش الليبي ومنذ الأربعينيات يخوض معارك باسلة للدفاع عن أرضه وبلاده وشعبه وحريته ولن يكون هناك إقصاء لأحد.

وأضاف قذاف الدم أن الحل لابد أن يبدأ ببناء دولة جديدة بالعفو الشامل والمصالحة فكلنا أبناء الشعب الليبي، وعلينا أن نتجاوز أثار تلك السنوات العجاف التي تلت 2011، ونطرد الذين يحاولون نهب مقدراتنا وثرواتنا، وأن تعود الشرطة والجيش وهما بالفعل موجودان، ثم تبدأ عملية التسوية السياسية على أن تشارك فيها كافة أطياف وفئات الشعب الليبي وتشكيل حكومة وطنية وانتخابات تحت رعاية المجتمع الدولي.

عودة رموز عهد القذافي

وحول إمكانية عودة رموز نظام القذافي للعمل السياسي، قال قذاف الدم نحن موجودون بالفعل، ونشارك في تفاهمات مع القبائل والقوى السياسية ونلتقى بهم، ونحن من دفعنا مهر ليبيا منذ الفتوحات وحتى المواجهة خلال 8 شهور مع الناتو، ومتواجدون في كافة مفاصل ليبيا، وبالتالي فنحن الرقم الصعب في المعادلة الليبية، مضيفاً أن سقوط النظام كان بفعل “الناتو” وكل من كانوا عبارة عن “كومبارس” .

تدخلات قطر

وحول تدخلات قطر في ليبيا، قال مبعوث القذافي إن قطر كانت حليفا لليبيا وكانت كغيرها من الدول ليست بيننا وبينها عداوات، كنا أصدقاء وحلفاء، وتجمعنا الجامعة العربية، لكن ما جرى من قادتها مجبورون عليه لأنهم مغلوبون على أمرهم ولا أعتقد أن ما يجري في ليبيا يخدمهم وإنما أجندات لدول عظمى.

وقال إن قطر مختطفة سواء من الخارج أو من شيوخ التطرف، وحاولت أن تساعد طرفا على حساب آخر في ليبيا انصياعا لتعليمات من اختطفوها، وأود أن أقول لهم ولغيرهم، ليبيا ليست ملعب كرة أو مصارعة ثيران أو ميداناً لتصفية حسابات ولن تكون في منأى من النيران، وعليهم أن يكفوا أذاهم عنا وعن الدول العربية، مضيفا أن المقام لن يطول بهم إذا استمروا في هذه اللعبة، وإذا ظلوا في إهدار أموالهم في تغذية الصراعات والفتن.

وأضاف أن قطر لن يكون لها حصانة مع الغرب وعليها أن تدرك أن محيطها هو العالم العربي وأمتها العربية والإسلامية، وحين تستمر في الانشقاق عن محيطها فلا بد أنها ستنتهي، ومن يستخدمها حاليا لشق صف العرب، سليقيها بعد انتهاء الغرض منها، مطالبا الدول العربية بإيجاد مخرج لقطر للتراجع عن مواقفها وللخروج من المأزق التي وضعت نفسها فيه ومشددا على أن شعب قطر شعب عربي شقيق.

“إمام المسلمين.. ثم أفتى بقتله”

وأشار إلى أن قوة قطر في اندماجها مع أشقائها العرب، قائلا أدعو قادتها وحكامها لجادة الصواب وعليهم أن يحرروها ممن اختطفوها، ويتخلصون من شيوخ التطرف والبهتان، وعلى رأسهم الداعية (يقصد يوسف القرضاوي دون أن يذكر اسمه) الذي كان يصف القذافي بإمام المسلمين وبعد العام 2011 وصفه باليهودي، مضيفا أن هذا الداعية كان يزور ليبيا ويصلي خلف القذافي ويدعو له ويصفه بإمام المسلمين، وعقب ذلك وصفه بالكافر وأفتى بقتله.

موضوع يهمك ? أعلنت قيادة الجيش اللبناني، في بيان الأحد، أنه “بتاريخ 25/8/2019 الساعة 2.30، وأثناء خرق طائرتي استطلاع إسرائيليتين…لبنان.. تفاصيل سقوط طائرتي درون إسرائيليتين في الضاحية العرب والعالم

وأضاف أن قطر يجب أن تحاكم هذا الداعية وغيره بتهمة الكذب والنفاق، فهو كاذب ومنافق لأنه إما كان كاذبا في وصف للقذافي بالكفر، أو وصفه بإمام المسلمين، مؤكدا أن هؤلاء هم من جروا قطر لمعسكر آخر بعيدا عن أشقائها وجيرانها، وهم سبب تلك الفتن والمؤامرات التي تحاك ضد العرب لحساب الطامعين في ثروات العرب وهم من حولوها إلى وكر للتأمر على أمتها.

جماعة الإخوان أداة

وكشف قذاف الدم أن جماعة الإخوان أصبحت أداة في يد من يريد أن يتسلل للدول العربية وهي قلب الإسلام وهم واهمون، وعليهم مراجعة أنفسهم إن كانوا صادقين، لأنهم أصبحوا أداة تخدم أجندات انساقوا وراءها فدمروا 4 جيوش لدول مسلمة وشردوا 15 مليون مسلم وقتلوا 5 ملايين وبددوا 900 مليار من ثروات المسلمين وعليهم أن يبرهنوا على مدى استفادة العرب والمسلمين التي عادت على الإسلام أو الخلافة من ممارساتهم.

وكشف قذاف الدم أن ليبيا أول من ساندت تركيا ووقفت معها في حربها ضد اليونان في قبرص وسلحت جيشها، مضيفاً أن الأتراك يتملقون الغرب ويقيمون علاقات مع إسرائيل من أجل أن يسمح لهم بالانضمام للاتحاد الأوروبي وهو ما لم ولن سيسمح به الغرب.

وقال إن علاقة ليبيا وتركيا كانت قوية ساهم عشرات الآلاف من الليبيين في الدفاع عنها في عهد أتاتورك وبقي في مدينة أزمير وحدها جالية بها أكثر من 100 ألف ليبي، زرتهم في السبعينيات عندما كنت أدرس في تركيا التي أحبها وتعلمت لغتها ويؤسفني ما وصلت إليه من عداوة وعدوانية مع العرب تصب في مصلحة الأعداء، وهذا لن يطول ففي النهاية لن يصح إلا الصحيح.

وأضاف علينا جميعاً أن نتعلم الدروس وننظر إلى حجم الدمار الذي حل بأمتنا وإلى أين نحن ذاهبون، وماذا لو وضعنا كل إمكانياتنا لصالح الأمة، مؤكداً أن الوضع كان سيتغير للأفضل