إلى الزملاء في قناة الكأس القطرية؛
ذكر المحللون في قناتكم الموقرة، ضمن برنامج "الكرة العربية"،
أن المنتخب الموريتاني قد شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخرة، لكن "الفضل في ذلك يعود إلى تجنيس عدد من اللاعبين الأجانب من السنغال ومالي وبعض الجزر الأخرى المجهولة"!!!
وهذا لعمري ادعاء غريب يحتاج إلى بيّنة، وهو تشكيك وغمز في قناة المنتخب الموريتاني في غير محله، ولا يجد ما يعضده ويصدقه من الواقع!
آتوني لاعباً واحداً في المنتخب الموريتاني من أصول أجنبية؟! وهذا تحدٍ وليس مجرد طلب!
كل اللاعبين الذين صنعوا صحوة الفريق كانوا موريتانيين أباً عن جد، وأغلبهم تربوا وترعرعوا وتكونوا في موريتانيا، وقدموا عطاءً كبيراً بعد أن وجدوا إدارة تحسن العمل والمعاملة؛ مثل بسام، الحسن العيد، إسماعيل دياكتي، بكاري انجاي، عالي اعبيد، بيغيلي، عبد الله سوداني، سليمان جلو، دلاهي، الفلاني، بالاي، حميه، تگدي، الدنه، المصطفى ادياو، وغيرهم كثير!
وأما من انضم إليهم من أبنائنا المهاجرين فهم جميعاً موريتانيون أقحاح، وأغلبهم ولدوا هنا قبل أن يهاجروا، ونحن فخورون بعودتهم لتمثيل بلادهم مثل آداما با، خاسا كامارا، عبدول با، عمر انجاي، هارونا سي، غيديلي ديالو، وغيرهم..
هناك مثل شعبي موريتاني يقول؛ محدك اتروغ اطيور ال طايرين ما تروغ ذو ال نازلين؟!
ومؤداه؛ "ما دام لديك شيء قريب وفي المتناول فكيف تبحث عن ما هو بعيد"؟!
أي؛ قبل أن تناقشوا أصول لاعبي المنتخب الموريتاني البعيد، لماذا لم تناقشوا أولاً أصول لاعبي المنتخب القطري الأقرب؟
وقد كان من بين لاعبي المنتخب القطري الشقيق لاعب موريتاني معروف هو المهاجم الشهير سيدي عالي البشير، وأنا شخصياً أعرف أهله وأعرف مكان منزلهم!
وفي المنتخب القطري الحالي جنسيات أخرى كثيرة، وسوف أعطيكم الأسماء وليس كلمة مبهمة مثل "بعض" التي أطلقتموها من دون ذكر أسماء في منتخبنا الوطني، حيث يتشكل الفريق القطري من ثماني جنسيات مختلفة؛ فإلى جانب الجنسية القطرية وهي الأقلية في الفريق، ينحدر أربعة لاعبين من أصول سودانية، هم المعز علي، مهاجم الدحيل، وحامد إسماعيل، ظهير أيمن السد، وعبد الكريم حسن، ظهير أيسر الفريق نفسه، وعبد العزيز حاتم، لاعب وسط الغرافة.
فيما تعود أصول ثلاثة لاعبين إلى مصر، هم أحمد فتحي، لاعب العربي، وعبد الرحمن مصطفى، لاعب الأهلي، وأحمد علاء الدين، جناح أيسر الغرافة، إضافة إلى لاعبين اثنين من الجزائر، هما خوخي بوعلام، لاعب السد، وكريم بوضياف، لاعب الدحيل.
ومن الأصول اليمنية التنزانية (وكلاهما محتاجة للاعبيها) هناك الشقيقان أكرم عفيف، جناح أيسر السد، وعلي عفيف، مهاجم الدحيل، ومن الجنسية العراقية يوجد بسام الراوي، مدافع الدحيل، ومن الجنسية المالية عاصم ماديبو، لاعب وسط الفريق نفسه، وتحضر الجنسية الأوروبية من خلال بيدرو ميجيل "رورو"، مدافع السد، وهو برتغالي الجذور.
فكيف تتجاهلون هذا ويتحدثون عن منتخب موريتانيا الذي لا يوجد فيه لاعب واحد أجنبي، وأتحداكم أن تثبتوا عكس ذلك؟!!!
هذا رغم أن التجنيس في عالم الرياضة "عادي" والإخوة القطريون يعرفون ذلك أكثر منا!
قديماً قالوا إن الذي بيته من الزجاج، ليس من الحكمة أن يرجم غيره بالحجارة!
مع كل الاحترام والتقدير..