لم يكن ابدا أطر الشمال في هذا المستوى من التهميش الذي يعيشونه اليوم و لم يكن خاصة منهم المنحدرون من مدينتي أوجفت و أطار بهذا المستوى من الغياب شبه التام عن المناصب الرفيعة.
لقد أثبت نظام ولد الشيخ الغزواني أنه لا يهتم كثيرا بآدرار و لا يهتم بولايات الشمال عموما ففي الوقت الذي يحتل فيه كافة اطر جهات موريتانيا المناصب القيادية في الدولة من رئاسة الوزراء الى قيادة الحزب الى الوزارات السيادية و الغير سيادية الى الامانات العامة الى الادارات العامة للمؤسسات العمومية الى المديريات المركزية الى المصالح و هلم جرا، يعتبر حضور اطر آدرار و الشمال عموما ضعيفا و كانهم من المبعدين عن كل هذا، ففي الوقت الذي يفكر فيه بشخصيات ولجت حديثا الى المناصب السياسية لتحول في سرعة البرق الى مناصب ادارية سواء تعلق الامر باطر الضفة او الشرق الموريتاني او الجنوب الا ان اطر آدرار خاصة الاداريون المتميزون و اعوان القضاء و الذين يخدمون الوطن منذ عشرات السنين يقبعون في مناصب هزيلة لا يراوحون اماكنهم او ربما حتى بلا مناصب و كأنهم معاقبون على فعل ما لم يرتكبوه او ربما لان الرئيس لا يريد ان يكون رئيسا لكل الموريتانيين.
ان التغييب الممنهج دليل قاطع على التعمد و الحديث عن التهميش ليس ابدا جهوية و لا عنصرية و لا قبلية لان الوطن يسع الجميع و يجب ان يشرك الجميع في بناءه فمتى يلتفت القائد الجديد الى الاطر المهمشين المهملين المتروكين المبعدين – من المنحدرين من الشمال عموما و من ادرار بالخصوص و لاسباب يجهلونها دون ان يكون ذلك على حساب الكفاءات الوطنية الاخرى.
ذ/ محمد فاضل الهادي
خبير قضائي / قطاع العدل