أيهما الأخطر على المواطن : عشرية الجمر (covid 10) أم فايروس كورونا ( covid 19 ) ؟

أربعاء, 20/05/2020 - 09:45

لقد كشفت جائحة وباء كورونا القناع عن حقيقة ماهية الكساد والفساد المالي والإقتصادي الذي تتخبط فيه البلاد بعد تسليم السلطة لرئيس الإجماع الوطني السيد محمد ولد الغزواني ؛ وهو إن دل على شيء فإنما هو مؤشر على أن البلاد والعباد ومنذ اللحظة الأولى من تسلم الرئيس السابق لدفة الحكم ؛ مع زبانيته التى لا تبقى ولاتذر ؛ يعملون بكل ما أوتوا من قوة من أجل افقار الاقتصاد الوطنى وانهاك واثقال الدولة بالمديونية العشوائية التى لاترحم من شكى ولا ترق لمن بكى؛ هذا هو دأبهم وتلك فعالهم الإجرامية طيلة تسيير الدولة ؛ أي قرابة احدي عشرة سنة خلت من التسيير الفاشل والسياسات الغير مدروسة؛ لتقف في نهاية المطاف عجلة التنمية فى البلد وتوجه إلى رجالات اعمال مقربة ومصطنعة حسب مزاج السلطة المتربحة على حساب الطبقات الهشة والمفقرة عمدا .

إن بلدا هذا حاله وتلك مآسيه لجدير له بعدما تكالبت عليه الأمراض خاصة وباء كورونا المستجد ؛  أقول لجدير به أن يتضرع إلى خالق الكون ومقهر السلاطين؛ ومزول الأحكام الطغيانية كيف ومتى وأني شاء كي تتدخل العناية الإلهية ؛ لتسعف الفقير الملهوف والمكفوف بعدما لعبت به غلمان الفساد طيلة عشر سنين عجاف ( covid 10 )  ؛ التى كانت السبب الرئيس في ما آلت إليه الوضعية الكارثية الراهنة ؛ التى اكتوى بلظاها وجحيمها البلد لوحده ؛ بينما كوفيد 19 استعر بزبانيته المجتمع الدولي بأسره حيث لم يسلم منه بشر ولا حجر  وتساوى الكل فيه ؛ فهنالك نوع من الدمقرطة فى الكوفيد 19 ؛ بينما كوفيد 10 كان موجها لمجتمع بذاته ؛ لوطن بعينه وحاملو  فيروسه مافيا البلد وابنائه الذين عاثوه وساموه سوء التفقير والتحقير القيمي ؛ وكأن السلطة تسابق الزمن فى تلك العشرية الرقطاء الشهباء للانقصاض بشكل ممنهج على مقدرات وخيرات البلد  ؛ حيث تم فيها بيع تلك  المقدرات والخيرات  للأجانب دون مراعاة  ما سينعكس على ذلك من دمار وخراب  للبلد ؛ وكبد اقتصادنا خسائر فادحة ؛  لن يتعافى على إثرها اللهم إلا بشق الأنفس وعلى حساب الأجيال القادمة ؛ فإلى متى صاحب الفخامة تغضون الطرف عن الفساد الذي يبدو جليا وواضحا على كل مستويات وقطاعات الدولة ؛ حتى أضحى إرثا وتركة تنوء بكلكلها السماوات والأرض؟ فإذا كان ذلك يتطلب محاسبة الجميع ؛ فلم لا تحاسبوهم أجمعهم ؛ فالدولة تقوم على الكفر لا على الظلم وأكل أموال الشعب بالباطل ؛ ثم إنكم لما تجشموا عناء محاسبة هؤلاء المفسدين وتطهروا منهم البلاد وتستبدلونهم بقوم اخرين مصلحين ؛  فإنكم تكونون بذلك عمرتم الأرض عدلا ونشرتم أجنحة الانصاف بين كل المواطنين وسيكتب التاريخ عنكم بسطور ذهبية أنكم اهلا للسلم والوئام المدنى ؛ لأن الإنصاف عندما يعم سيعم الرخاء للجميع ؛ وإذا غاب لا قدر الله تعم البلوى والمصائب كما الحال ؛ فالعدل العدل أيها الرئيس؛ ولن يتأتى هذا العدل والإنصاف إلا باسترجاع ثروة البلد المغتصبة من لدن جماعات التهريب وتكديس الأموال  وقطاع الطرق ؛  والتى تسببت اليوم فى افقار واماتة حركية الاقتصاد الوطنى ؛ حتى بدا أعرج ولن يتعافي إلا بتدابير جذرية تقتلع وتحقق بشكل جدي فى الإنتهاكات المالية التى تلطخت بها الأيادي الناعمة لعشرية التفقير والتدمير ( covid 10 )  ؛  وهو ما يفتح الباب علي مصراعيه لتفعيل محكمة العدل السامية التى لم تر حتى هذه اللحظة النور ؛ وهي إشارة  غير مبشرة للتأكيد  على أن لجنة التحقيق البرلمانية تضحك على ذقون المواطنين؛ مادام القاضي والحكم من  عجينة واحدة و من نفس طينة الفساد فمن يحاكم من ومن يحقق مع من  ؟ ولذا يجب تشكيل لجنة حيادية ليس لها طابع انتقامي على الأفراد ومشهود لعناصرها بالكفاءة والحياد والوطنية ؛ ويمكن لها الاستعانة بخبراء دوليين إن اقتضى الامر ذلك ؛ حتى تباشر عملها بشكل حيادي وموضوعي بعيدا عن التأثيرات الخارجية والضغوط الفردية أو السلطوبة أو القضائية .

 

فالوطن اليوم أكثر من أي وقت مضى يحتاج لاسترجاع أمواله لأنها ستغنيه دون اللجوء لطلب الهبات من المنظمات الدولية ؛ فلو أن هذه الأموال سيرت تسييرا معقلنا سيدي الرئيس لما احتجنا اليوم إلي التبرعات والمساعدات الدولية ؛ ولما ايضا اغرقنا قى متاهات الديون المجحفة ؛ وبالتالي فالمواطن الموريتاني أصبح يعي اليوم مدى خطورة ما نحن فيه من عجز اقتصادي وفقر مدقع إن لم تتخذ السلطة الحاكمة  التدابير اللازمة لاستعادة أموال هذا الشعب المقهور المبتور الإرادة ؛ والذي فاقم وباء كورونا وضعياته ؛ ولهذا يتطلب الأمر  المزيد من الاجراءات الإيجابية والمصاحبة ؛ التى من شأنها الحد من تلك المشاكل التى سببها هذا الداء  ( covid 10 ) ؛ وأولها  زيادة دعم وتوفير ما يحتاجه الشعب من مواد ضرورية مع مراعاة ومراقبة الأسعار بشكل يومي ؛ وإلا فإن الامور لاقدر الله ستخرج عن السيطرة والتحكم ؛  لأن بطون الجياع والفقراء نفد صبرها ولم تعد تتحمل المزيد من الطوى و المسغبة وقديما استعاذ رسولنا الكريم من الفقر الذي قال عنه إنه  يكاد أن يكون كفرا ؛ فأيهما الأخطر على المواطن  (covid 10 ) أو  ( covid 19 )  ؟ .