الزهرة أنفو : أعلن الصحفي الشاب محمد محمود ولد خوي (25 سنة)، أن التحاليل الطبية أكدت إصابته بفيروس كورونا، وقد طلبت منه الجهات الطبية عزل نفسه في المنزل، والالتزام ببعض الإرشادات، حتى لا يتسبب في نقل العدوى لغيره.
وأوضح الصحفي الذي يعمل في قناة المرابطون أنه لا يعاني من أية أعراض، لكنه في الأيام الأخيرة كان من ضمن المخالطين لأحد المصابين حاليا بالفيروس، وقد فضل الحجر على نفسه مباشرة بعد اكتشاف العدوى في الشخص الأخير.
ومحمد محمود ولد خوي من مواليد ولاية اترارزة سنة 1995، وهو رئيس تحرير موقع واد الناقة اليوم، ومحرر صحفي في قناة المرابطون، كما سبق له العمل محررا في موقع السراج.
وروى ولد خوي في منشور له على فيسبوك مسار تحديد إصابته.
نص المنشور:
"أحجز نفسي في المنزل لليوم الرابع على التوالي دون مخالطة أي كان، مع أن هناك مستوى كبيرا من التحفظ خلال الأيام السابقة، وجاء هذا الحجز عقب إصابة بعض إخوتي وجيراني بهذه "السحاب الي بدت ولا ظرت"..
وخلال هذه التجربة القصيرة اتصلت أربع مرات أو خمسا بالرقم 1155، وكان خلقهم في مجمله مثيرا للإعجاب..
في المرة الأولى استقبلني على الهاتف أحد الإخوة يتضح من لكنته أنه من غير الناطقين بالعربية، شرحت له بتفصيل أنني مخالط لمصابين، ولا أشعر بأعراض كبيرة..
أحالني إلى مركز تفرغ زينة وفي المرة الأولى لم يتمكن من الوصول إليهم، ربما بسبب ضغط العمل عليهم، وفي المرة الثانية استقبلتني أيضا سيدة أخرى لا تجيد الحسانية، بل بالكاد تركب منها كلمات..
تواصلت معها بمزيج من الحسانية والفرنسية، حتى أوصلت فكرتي، وأخبرتني أنهم سيحضرون في صباح الغد من أجل الفحص.. وكان ذلك كما وصفت.
حضر فريق مكون من ثلاثة أشخاص يستقل سيارة رباعية الدفع، ولم يكن متشددا مع نفسه في اتباع الإجراءات، فالسائق وشخص آخر معه غير متحفظين البتة، والثلاثة ليس فيهم من يتحفظ من الآخر.
عندما ركنوا سيارتهم، استخرج السائق بذلة طبية وساعد الممرض في ارتدائها، وعندما أكمل ارتداءها، أخرج له حفاظة صغيرة (ترموص)، وتوجه الممرض تجاهي، فذكره السائق بقناعه الذي يحمي العينين وقد نسي أن يرتديه، فعاد إليه وارتداه..
أقبل علي وقال لي افتح فاك ومد لسانك وقل: (أعععع) فعلت الأوليين ولم أؤد الثالثة بشكل جيد، ولكنه أخذ العينة التي يريد، وقبل الانصراف أخبرني بأن نتيجة الفحص تصدر بعد يومين وأن علي لزوم المنزل أربعة عشر يوما قادمة في كل الأحوال، ثم انصرف..
انتهت المرحلة الأولى من الاتصالات.
كنت أترقب بفارغ الصبر نتيجة الفحص، وأنا موقن أنها ستكون موجبة، وقد احتطت لذلك من جميع من كنت ألتقيهم؛
في اليوم الموالي كنت أترقب الاتصال علي وإطلاعي على النتيجة منذ الصباح..
مضت ساعات الصباح دون اتصال، إلا ممن يسأل عن نتيجة الفحص التي ما زالت في عالم الغيب حتى ذلك الحين.
ومع بدء ساعات المساء، اتصلت على الرقم الأخضر من جديد لأسأل عن النتيجة، فتلقاني شخص مهذب، وطلب مني الانتظار حتى يحيلني إلى مركز تفرغ زينة.. لكن دون جدوى، وهنالك طلب مني إعادة الاتصال بعد ثلاثين دقيقة.
عددت الدقائق الثلاثين بالضبط، ثم عاودت الاتصال، فاستقبلني شخص مغاير لم يكن بنفس مستوى سابقه أدبا، فحاول صدي عن الاتصال بالقول إن هذا ليس من اختصاصهم، وأن ليس علي أن أتصل للسؤال عن نتيجة الفحص، لكنه واصل الحديث، وأحالني إلى موظفة بمركز تفرغ زينة.
سألتني عن معلوماتي وذكرتها لها، وطلبت مني الانتظار قليلا، ثم سألتني هل حالتكم مستعجلة، فأجبت بالسلب، فأخبرتني أن النتيجة قد تصدر الليلة إذًا وقد تتأخر؛ كل ذلك بأدب ومسؤولية.
مضت دقائق قليلة، ثم اتصل بي دكتور سلم وعرفني على نفسه، وتعرفت عليه، وقال لي إن الفحص كان موجبا، وحاول تبسيط الأمر.. ثم قطع الخط.
وبعد دقائق أعاد الاتصال ثانية، يسأل عن المخالطين، فذكرت له أنني كنت أرتاد السوق بشكل شبه دائم لشراء بعض المؤونات، قال ما ذلك أريد، فقط أريد من تساكنهم، فأخبرته.
ثم أصدر إلي بعض الإرشادات، منها أن علي البقاء في المنزل، واستصحاب مخفضات الحرارة بشكل دائم، وفيتامين سين، وأشياء من هذا القبيل.
وقد أبانت الطواقم التي وجدتها عبر الهاتف، أنها على مستوى عال من المسؤولية والاحترام، أتمنى أن تظل عليه، وأن تطوره، وأن تصاحبه خدمات أكثر للمصابين، أو أن تفتح السلطات رسميا باب التعايش مع الوباء، لكي يتسنى لكل شخص خدمة نفسه بنفسه، مع أخذ حذره حتى لا يتسبب في أذى غيره.
اتصلت بالأهل وبمن أعمل عندهم وأخبرتهم الخبر.
وما هي إلا دقائق واكتشفت عرضا جديدا من أعراض كورونا، ربما قليل من اكتشفوه؛ يتعلق الأمر بعدد مزعج من الاتصالات، بل وأحيانا تكون هناك زحمة على الخط".