لاحظ علي البعض أنني لم أكتب عن العميد محمد يحظيه ولد ابريد الليل رحمه الله، والسبب قريب وبسيط وهو أنني لم أتعرف على الراحل إلا نادرا، والفرصة التي جمعته مع إخواني (رئاسيات ٢٠٠٣) كنت خارج الوطن، وحتى المناسبات العامة التي حضرتها إلى جانبه كانت قليلة جدا (بين الواحدة والاثنتين)
ومع ذلك بدا لي من خلال شهادات العارفين به، وعلى ضوء بعض من كتاباته أننا فقدنا بوفاته، عقلا سياسيا عرقته التجارب، وقلما صحفيا جامعا تحولت مقالات صاحبه إلى كتاب مفتوح تفتح كل فقرة فيه أفقا ثقافيا واسعا، ومفكرا يعرف كيف يزاوج بين ثقافة محلية ثرية وثقافات لأمم عديدة شرقا وغربا.
قرأت مقالاته عن المرحوم محمد المصطفى ولد بدر الدين، وكانت رائعة سردا وتحليلا وإنصافا.
ذكر عنه أحد القيادات المؤسسة لفلام هو ابراهيما آبو صال الذي جمعه معه السجن 1987 أنه أجاب سؤالا طرحه المعني على زميله في الدراسة ممد ولد احمد (كان معتقلا معهم) عن مصيره في ظل مقاربة البعثيين لمآله ومآل أمثاله، قائلا "تعبر النهر " أي إلى السنغال، فإن صحت النسبة، صح الاعتراض والاستنكار.
قد تتفق معه وقد تختلف، ولكنك في الحالتين تحترم الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل.