من يحاول إخفاء التطور الحاصل في جهاز الشرطة وأداءها، هو تماما كمن يحاول حجب اشعة الشمس بغربال..
ومن يحاول وصف المدير العام للأمن الوطني الفريق مسقارو ولد سيدي بالتقصير هو تماما كمن يحاول اخماد نار برشة زيت..
لقد عرف مؤشر الجريمة تصاعدا غير مسبوق خلال السنوات الماضية، وتعزز ذلك في بلادنا بالتزامن مع تطوارات سياسية موازية، وظرفية اقتصادية القت بظلالها على كل مناحي الحياة، فزاد ارتكاب الجرائم وتنوعها، بل وذهب بعض المحللين الأمنين إلى صعوبة اجتثاث الجريمة واستحالة كسر سهمها المتصاعد.. لكن قرار تعيين الفريق مسقار ولد سيدي على رأس المدرية العامة للأمن الوطني كان بمثابة البلسم الشافي وحقنة الدواء النافع، رغم محاولات التشويش والالهاء التي اعتمدتها جهات معينة لتشتيت انتباه الأجهزة الأمنية وتغير أولوياتها من خلال عمليات مستنسخة في غالبها مع تدوير مشاهد أخرى ومحاولة توظيفها للتشويه..
لكن جدية وحزم من يديرون الأجهزة الأمنية فوت الفرصة على أولائك المشوشين وجعلهم يفقدون البوصلة بعد أن دكت حصون المجرمين وتهاوت قلاعهم أمام الضربات الموجعة والمتلاحقة التي وجهتها لهم أجهزة الأمن..فتملكهم اليأس وبدؤوا بنقل معركتهم الخاسرة إلى حيث الوسائط والمواقع في محاولة للتأثير على الرأي العام الذي أصبح أكثر نضجا ووعيا بخطورة التفاعل مع عصابات إجرامية أخذت تتشكل في كل لون بعد أن تم حشرها في الزاوية.