من الصعب على الناس أن تحكم بموضوعية، وليس من السهل الحكم بتوازن وإنصاف، وأكثر الفاعلين والمهتمين لايريدون إلا مزكيا بلا قيود، أو منتقدا بلا حدود.
لقد استمعت لخطاب السيد رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى الواحدة والستين للاستقلال الوطني، ورأيته خطابا واضحا ومرتبا ويعكس وعي الرئيس بما يجري، أعجبني فيه اعترافه منذ بدايته أن النواقص موجودة وأن التطبيق ليس على مايرام...
أعجبني فيه الإشادة بالمقاومة بنوعيها وتحيته للقوات المسلحة وقوات الأمن، أعجبني فيه وضوح نظرته لخطر الفساد وسلامة المقاربة المعبر عنها، ولم يفت علي تلك الفورية التي وعد بها في تطبيق ما يترتب على أعمال التفتيش والرقابة...
أعجبني فيه ذكره المرتب والمرقم لما تم إنجازه خصوصا في محاربة الهشاشة ومساعدة الفقراء ومجالات الزراعة والمياه والأمن الغذائي...
أعجبني فيه تأكيده أن التشاور الوطني الجامع لايقصي أحدا ولا يستثني موضوعا.
افتقدت فيه فقرة عن الوحدة الوطنية، فرغم تجاوز تحديات في هذا المجال ثمة جروح لم تندمل ومهددات لا تزال قائمة، واطمئنان لم يتحقق بعد من قبل ضحايا ظلم واسترقاق وتهميش...
افتقدت فيه الإعلان عن زيادة في مخصصات هذا القطاع أو ذاك من قطاعات الخدمة العمومية، فتدهور القدرة الشرائية وغلاء الحياة الذي يواجه بخطوات بطيئة ومحدودة، يستلزم زيادات دورية الأنسب لإعلانها عيد الاستقلال من كل سنة...
افتقدت فيه فقرة عن الأوضاع من حولنا والسياسة الدبلوماسية المتبعة، فالتطورات الإقليمية مشغلة ومقلقة وحق الناس أن يسمعوا عنها ما يطمئن ويؤكد الوعي الرسمي بها وبآثارها على البلد.
مع ذلك كان الخطاب جيدا، ومن أجود ما فيه روح الأمل التي عززها من جديد، حين يطلب الرئيس من المواطنين أن يرافقوه في تنزيل المعاني والتعهدات وذلك إحساس في المختتم بنواقص التطبيق والتنزيل.
(*) محمد جميل ولد منصور