الزهرة أنفو : قال الرئيس محمد ولد الغزواني إن موريتانيا تمتع بموقع استراتيجي ممتاز، مفتوح على أوروبا ويصل المغرب العربي بإفريقيا جنوب الصحراء، ولديها إمكانات هائلة في مجالات التعدين والطاقة ومصايد الأسماك والموارد الزراعية والرعوية.
وأضاف في خطاب القاه اليوم في بروكسيل، خلال مشاركته في الدورة الخامسة عشرة الأوروبية حول التنمية، المنظمة تحت شعار: "البوابة العالمية: بناء شراكات مستدامة لعالم متصل"، أن موريتانيا بوصفها "بلد السلام والاستقرار، والصديق الجدير بثقة الاتحاد الأوروبي"، تجد في البوابة العالمية فرصة جد واعدة وستعمل بحزم لتصبح شريكًا أساسيًا لهذه البوابة.
نص الخطاب
"أصحاب الجلالة والسمو؛
معالي السيد شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي.
أصحاب الفخامة، السيدات والسادة، رؤساء الدول والحكومات؛
سيداتي، سادتي؛
اسمحوا لي، بادئ ذي بدء، أن أشكر الاتحاد الأوروبي ممثلا في السيدة أورسولا فون ديرلاين، على الدعوة الكريمة التي وجهتها إلينا للمشاركة في النسخة الخامسة عشرة من أيام التنمية الأوروبية، والتي تقام هذه السنة تحت شعار: "البوابة العالمية: بناء شراكات مستدامة لعالم متصل"، كما أشكر الاتحاد على ما أحاطنا به من حفاوة وحسن استقبال.
أصحاب الفخامة، السيدات والسادة،
لقد سلطت العواقب المأساوية لجائحة كوفيد-19 بقوة، الضوء على الحاجة الماسة لتعزيز مرونة سلاسل التوريد، ومواجهة التحديات العالمية المرتبطة بالتغيرات المناخية والفقر وانعدام الأمن ونقص البنى التحتية والحوكمة وشمولية التنمية. وقد تفاقمت هذه التحديات بسبب الحرب في أوكرانيا، إلى حد كبير من خلال تعطيل سلاسل الإمداد اللوجستية، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية والمنتجات الطاقوية.
إن الاتحاد الأوروبي من خلال تركيز تدخله على تطوير روابط ذكية ونظيفة وآمنة في المجالات الرقمية والطاقة والنقل، وكذلك على تعزيز أنظمة الصحة والتعليم والبحث، يؤكد بحزم رغبته في المساهمة بشكل فعال في مواجهة كل هذه التحديات، وهي الأولويات ذاتها بالنسبة للقارة الأفريقية.
ونحن نسجل بأمل كبير ما أعلن عنه من تخصيص 150 مليار يورو للمكون الأفريقي من هذا البرنامج.
إن البوابة العالمية، تعكس في أهدافها البارزة، تقاربًا ملحوظًا في الأولويات بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي، اللذين ظلت دائما تجمعهما علاقات تعاون قوية ومتنوعة وبناءة ومثمرة تغذيها القيم المشتركة وجودة العلاقات الثنائية مع كافة الدول الأعضاء في الاتحاد.
وأغتنم هذه الفرصة لأحيي، هنا، الدعم الذي ما فتئ الاتحاد الأوروبي يقدمه لبلدي ولبلدان الساحل بشكل عام في الحرب ضد الإرهاب ومن أجل تعزيز التنمية.
أصحاب الفخامة، السيدات والسادة،
إن موريتانيا، من خلال تمتعها بموقع استراتيجي ممتاز (مفتوح على أوروبا ويصل المغرب العربي بإفريقيا جنوب الصحراء)، وبسبب إمكاناتها الهائلة في مجالات التعدين والطاقة ومصايد الأسماك والموارد الزراعية والرعوية، مع احتياجاتها الكبيرة في مجال البنية التحتية وتطوير الصحة والتعليم وتعزيز المرونة الاقتصادية والاجتماعية، تجد في البوابة العالمية فرصة جد واعدة وستعمل بحزم لتصبح شريكًا أساسيًا لهذه البوابة.
إن موريتانيا التي هي بلد السلام والاستقرار، والصديق الجدير بثقة الاتحاد الأوروبي، قد جعلت من تنمية رأس المال البشري ومكافحة الفقر والهشاشة والتهميش، ركيزة مهمة في استراتيجيتها الإنمائية الوطنية، مع إعطاء اهتمام خاص وموارد معتبرة باطراد، للصحة والتعليم وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين الأكثر احتياجا.
وفي الوقت الذي قمنا فيه ببذل جهود كبيرة لتحسين الظروف المعيشية لمواطنينا الأكثر احتياجا، فقد حرصنا على احترام متطلبات سياسة مالية متوازنة ومسؤولة، تمامًا كما عملنا على ترسيخ دولة القانون والحريات الفردية والجماعية والحكم الرشيد.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد بلدي التزامه القوي بمكافحة التغيرات المناخية والجفاف والتصحر. وفي هذا الإطار قمنا مؤخرا بمراجعة مساهمتنا في مجال المناخ، وعلى الرغم من أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هامشية للغاية، فإننا نخطط للحد منها بحلول عام 2030 بنسبة 11٪، مقارنة بعام 2018.
أصحاب الفخامة، السيدات والسادة،
إن موريتانيا اليوم تطمح إلى أن تكون لاعبا رئيسيا في مجال التحول الطاقوي من خلال المزج بين مصادر الطاقة لديها واستغلال إمكاناتها في مجال الطاقة المتجددة. وفي هذا الصدد، فإن إطلاق برنامج طموح ومهم لتطوير الهيدروجين الأخضر لتقديم مصدر بديل ومستدام للطاقة النظيفة، يشكل فرصة مهمة للتعاون مع أوروبا، يعززها باطراد القرب الجغرافي.
وبالموازاة مع ذلك، فقد اعتمدنا توجهات استراتيجية ترتكز على:
1- تطوير الرقمنة، التي أنشئ مؤخرا قطاع وزاري خاص بها؛
2- البنى التحتية والقطاعات الإنتاجية؛
3 - تقوية قطاعنا الخاص؛
4- ترقية الشراكات بين القطاعين العام والخاص؛
5- تحسين مناخ الأعمال، من خلال جعل مدونة الاستثمار أكثر جاذبية؛
6- إحداث تحولات عميقة في بعض القطاعات الرئيسية مثل الزراعة والتنمية الحيوانية والصناعة؛
أصحاب الفخامة، السيدات والسادة،
ندرك في هذه الأوقات الصعبة من انعدام الأمن وعدم انضباط الأسواق، أننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى شراكات قوية، متجذرة في قيم مشتركة من أجل تحويل كل تلك الفرص إلى وسائل لتحقيق النمو والحد من الفقر.
وأود في الختام، أن أحيي المزايا القيادية لصاحبي المعالي السيد شارل ميشيل والسيدة أورسولا فون دير لاين، التي مكنت من إطلاق هذه المبادرة الهامة المتمثلة في "البوابة العالمية: بناء شراكات مستدامة لعالم متصل".
كما أجدد التأكيد، في الوقت نفسه، عزمي القوي على العمل باطراد على تعزيز وتنويع علاقات التعاون التي تجمع بين بلدي، موريتانيا، والاتحاد الأوروبي.
وأشكركم".