الزهرة انفو - من هو الذي لا يريد أن يكون محترماً؟ بل من الذي لا يسعى، بل ويطلب أن يكون محترماً في عيون كافة الناس؟ أعتقد أن الإجابة ستكون الجميع، لأننا عندما نشعر بالاحترام، نشعر بأن هناك من يقدر التضحية والبذل والعطاء.. أبناؤك، وجيرانك وأصدقاؤك تريد منهم الاحترام، وهو مطلب متواضع وبسيط، ورغم هذا في أحيان لا يتحقق، هذا واقع في حياتنا، فهل السبيل والطريقة تكمن في فرض هذه القيمة الأخلاقية، بأي طريقة حتى ولو لجأنا للعنف والضرب، خاصة تجاه أطفالنا؟
أعتقد أن الإجابة ستكون لا.
الفيلسوف والروائي الفرنسي ألبير كامو، ذو الأصول الجزائرية، يقول: «ليس هناك أحقر من احترام مبني على الخوف».
0 seconds of 0 seconds
أسوق لكم مثالاً للمزيد من التوضيح: الطفل يتمتع ببراءة كبيرة معروفة، نفسرها في البعض من الأوقات وكأنها سذاجة، والطفل أيضاً يتمتع بنشاط نفسره في البعض من الأحيان بأنها شقاوة، ويتمتع الطفل بالعفوية كأن يقيم صداقات سريعة وتبسيط وتسهيل المواضيع، ونحن نفسر هذا السلوك بأنه غباء أو عدم معرفة وعدم خبرة في الحياة، الطفل لا يعرف الكذب، ويقول الحقيقة بعفوية والمعلومات كما هي دون تحريف أو تغيير، لكننا نضحك من هذه المصداقية ونسميها عدم ذكاء، أو أنه لا يملك مهارة التعامل مع التحديات. الحقيقة أنه لدينا نحن الكبار قوالب جاهزة نضعها كإطار يصنف كل سلوك عفوي وفطري يصدر عن الطفل. يجب أن ننمي في أطفالنا عفويتهم وبراءتهم ومصداقيتهم، وعدم خدشها أو لمسها، وأن نكون كما قال عالم الأحياء الصيدلي المتوفى في عام 1895م لويس باستور: «عندما أتحدث مع طفل يثير في نفسي شعورين: الحنان لما هو عليه، والاحترام لما سوف يكونه». نحن مع التربية والتعليم، لا لتغيير فطرة الطفل وقلبه.
القسوة مع الطفل بحجة التربية والتعليم على القيم وعلى الطاعة، لا تأتي ولا تتحقق بواسطة العنف اللفظي ولا العنف الجسدي، فلا الضرب ولا التهديد يجدي أو ينفع، إنما الحوار والإقناع، هو الوسيلة الصحيحة، احترام إنسانية الطفل وحقوقه، سترتد بشكل إيجابي على شخصيته وستشعره بالمسؤولية، وسيحافظ على هذه الحقوق وسيكون عند حسن الظن، المهم أن يتم إشعاره بالاحترام، وعدم الحط من قدره وإنسانيته.
نصيحة لكل أب وأم، ركزوا على قيم الاحترام في تربية أطفالكم، لأنهم إن كبروا وهم يحترمون الآخرين، فإن القيم الأخرى ستلحق بهم تباعاً، فالاحترام يجلب كل فضيلة، ويستدعي المثل والقيم النبيلة، لأنك لن تجد إنساناً محترماً ولكنه سيّئ أخلاق، أو محترماً ودون مبادئ.. الرهان هو الاحترام.
فاطمة المزروعي