الزهرة أنفو : توقعت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية أن تكون بداية موسم الأمطار هذه السنة مبكرة في عموم البلاد، مع احتمال أن تكون نهاية الموسم مبكرة هي الأخرى على المناطق الجنوبية.
وكشفت الهيئة، في نشرتها الصادرة اليوم الأربعاء حول التوقعات لموسم الأمطار 2023، عن احتمال أن تسجل المجاميع المطرية فائضا أو وضعية متوسطة على جنوب غرب البلاد (اترارزه، لبراكنه، كوركول، كيدي ماغه وأقصى غرب تكانت ولعصابه)، ومتوسطة أو أكثر من المتوسط على (شرق لعصابه وتكانت والحوضين وتيرس زمور وآدرار وانشيري ونواكشوط وداخلت نواذيبو) خلال الفترة يوليو – أغسطس وسبتمبر.
وأشارت إلى احتمال أن تكون (فترات انقطاع المطر الممتدة) في بداية هذا الموسم يونيو ويوليو وأغسطس أطول من المعتاد على أجزاء كبيرة من الشريط الزراعي الرعوي للبلد، في حين قد تكون عادية خلال الفترة الزمنية يوليو-أغسطس وسبتمبر.
وذكرت الهيئة أن خطر الفيضانات عالي جدا نظرا للطبيعة الممطرة للموسم المتوقعة هذه السنة في يونيو-يوليو وأغسطس، ويوليو-أغسطس وسبتمبر.
وفي ما يلي نشرة التوقعات الموسمية حول الخصائص الزراعية والمائية والمناخية لموسم الأمطار 2023 في موريتانيا:
“تتأثر الأمطار الموسمية في موريتانيا إلى حد كبير بالظروف الحرارية لأسطح المحيطات المختلفة كالمحيط الهادي والأطلسي والهندي والبحر الأبيض المتوسط.
وتظهر تحاليل درجات حرارة أسطح البحار (TSM) التي سجلت في أحواض هذه المحيطات وكذا توجهاتها المستقبلية ومخرجات الوسائل الإحصائية والديناميكية وتوقعات النماذج المناخية للمراكز الدولية المتخصصة أن الظروف الحرارية لهذه السنة 2023 قد تكون مواتية جدا للمجاميع المطرية للفترة الزمنية يونيو ويوليو وأغسطس (JJA) لخريف هذه السنة مع بداية مبكرة، في حين قد تكون الظروف الحرارية أقل ملاءمة للمجاميع المطرية للفترة الزمنية يوليو – أغسطس وسبتمبر (JAS) 2023 مع نهاية مبكرة للموسم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التوقعات تعطي من ناحية تقييما عاما للمجموع المطري المنتظر للفترتين يونيو ويوليو وأغسطس(JJA) ويوليو-أغسطس وسبتمبر(JAS) لموسم أمطار سنة 2023، مقارنة بمتوسط الفترة المرجعية 2020-1991، ومن ناحية أخرى تعطي فكرة عن تواريخ بداية ونهاية الموسم وكذا فترات توقف الأمطار التي قد تسجل خلاله.
التواريخ المحتملة لبداية ونهاية موسم الأمطار سنة 2023 في موريتانيا
أهم الخصائص الزراعية-المناخية لموسم الأمطار سنة2023 في موريتانيا
– بداية موسم الأمطار: هنالك احتمال كبير أن تكون بداية موسم الأمطار مبكرة إلى اعتيادية على عموم البلاد،
– نهاية موسم الأمطار: من المحتمل أن تكون نهاية موسم الأمطار مبكرة إلى اعتيادية على المناطق الجنوبية، في حين ستكون اعتيادية على باقي التراب الوطني، (انظر خريطة نهاية موسم الأمطار)،
– فترات انقطاع المطر الممتدة: هنالك احتمال أن تكون فترات الجفاف (فترات انقطاع المطر الممتدة) في بداية هذا الموسم يونيو ويوليو وأغسطس (JJA) أطول من المعتاد على أجزاء كبيرة من الشريط الزراعي الرعوي للبلد، في حين قد تكون عادية خلال الفترة الزمنية يوليو-أغسطس وسبتمبر (JAS.
المجاميع المطرية المنتظرة خلال موسم الأمطار 2023 في موريتانيا
– خلال الفترة يونيو – يوليو – أغسطس (JJA) 2023:
الاحتمال الأكبر أن تسجل المجاميع المطرية فائضا أو وضعية متوسطة (أي أكثر أو ما يعادل متوسط الفترة المرجعية 1991-2020) على جنوب غرب البلاد، (انظر خريطة ((JJA (المنطقة1) التي تغطي كل من اترارزه ولبراكنه وكوركول وكيدي ماغه وأقصى غرب تكانت و لعصابه، في حين على باقي التراب الوطني فالاحتمال الأكبر أن تكون المجاميع المطرية متوسطة أو أكثر من المتوسط (أي ما يعادل متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991-2020 أو أكثر (انظر خريطة JJA) (المنطقة2) التي تغطي شرق لعصابه وتكانت وكل الحوضين وتيرس زمور وادرار وانشيري ونواكشوط وداخلت نواذيبو.
– خلال الفترة يوليو–أغسطس وسبتمبر (JAS) 2023:
الاحتمال الأكبر أن تكون المجاميع المطرية متوسطة أو أكثر من المتوسط (أي ما يعادل متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991 -2020 أو أكثر (على أقصى جنوب شرق وشمال الحوض الشرقي وعلى شمال شرق تكانت وعلى ادرار وانشيري وتيرس زمور وداخلت نواذيبو ونواكشوط واترارزه (انظر خريطة JAS المنطقة1).
أما على بقية المناطق فالاحتمال الأكبر أن تسجل المجاميع المطرية وضعية متوسطة أو عجزا (أي ما يعادل متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991-2020 أو أقل)، انظر خريطة JAS (المنطقة2) التي تغطي جنوب شرق الحوض الشرقي وكل الحوض الغربي وجنوب وجنوب غرب تكانت وكل لعصابه وكيدي ماغه وكوركول ولبراكنة.
سيقوم خبراء الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية بالمراقبة المستمرة للتحديثات المنتظمة بشأن تطور مؤشرات اتجاهات الموسم وكذا مخرجات النماذج المناخية خلال طول الموسم، وبما أن هذه التوقعات لا تعطي تفاصيل عن الظواهر المتطرفة التي قد تحدث خلاله فإنه من الضروري أن تعطي عناية خاصة للنشرات والتحذيرات التي سيصدرهم فنيو الهيئة.
توصيات للحد من المخاطر الرئيسية
نظرا لاتجاهات موسم الأمطار المفصلة أعلاه، يرجي ما يلي:
1 – لمواجهة خطر الفيضانات:
نظرا للطبيعة الممطرة للموسم بشكل عام المتوقعة هذه السنة في يونيو-يوليو وأغسطس ويوليو-أغسطس وسبتمبر، فإن خطر الفيضانات عالي جدا مما قد ينتج عنه فقدان المحاصيل والسلع المادية والأرواح البشرية وفقدان المواشي، خاصة في المناطق المكشوفة، ولمجابهة هذه المخاطر ينصح بما يلي:
– تعزيز نشر التوقعات الموسمية وتحديثاتها من أجل إعلام وتوعية المجتمعات بشأن المخاطر واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الكوارث، من خلال دعم جهود الصحافة ومنصات الحد من مخاطر الكوارث والمنظمات غير الحكومية وأنظمة الإنذار المبكر،
– تعزيز قدرات المراقبة والتدخل للوكالات المسؤولة عن مراقبة الفيضانات، والحد من مخاطر الكوارث والمساعدات الإنسانية،
– تجنب الاحتلال الفوضوي للمناطق المعرضة للفيضانات من قبل السكان وكذلك المحاصيل والحيوانات،
– تدعيم الحواجز الواقية والتأكد من صيانة السدود والبنية التحتية للطرق،
– تنظيف مجاري المياه لتسهيل تصريف مياه الأمطار،
– مراقبة عتبات التنبيه عن كثب في المواقع المعرضة للفيضانات وخاصة في حوض نهر السنغال
– تفعيل التعاون القوي بين خدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوية من أجل السماح للإدارة الاستباقية لمخاطر الفيضانات في المناطق المعنية،
– تشجيع زراعة النباتات التي تتكيف مع استمرار حالات المياه الزائدة في التربة،
– الحفاظ على الوصاية ومتابعة تحديثات هذه التوقعات الموسمية والتنبؤات قصيرة ومتوسطة المدى التي تصدرها الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية.
2 – لمواجهة خطر الأمراض:
يمكن أن تؤدي الأراضي الرطبة والأراضي التي غمرتها الفيضانات إلى تطور الجراثيم المرضية كالكوليرا والملاريا وحمى الضنك والبلهارسيا، وكذا الأوبئة الحيوانية كحمي الوادي المتصدع، كما أن فترات الجفاف الطويلة إلى متوسطة المتوقعة لا سيما في أجزاء معينة من المنطقة الزراعية الرعوية يمكن أن تتسبب في استمرار درجات الحرارة المرتفعة والرياح المغبرة التي تؤدي إلى انتشار الجراثيم الأخرى للأمراض الوبائية، ولهذه الغاية يوصي بما يلي:
– تعزيز قدرات النظم الصحية الوطنية والمنصات الوطنية للحد من مخاطر الكوارث،
– رفع مستوي الوعي ونشر المعلومات التحذيرية بخصوص الأمراض الجرثومية الحساسة للمناخ، بالتعاون مع خدمات الأرصاد الجوية والمصالح المختصة بوزارة الصحة،
– تنظيف المستوطنات وتجنب ملامسة المياه الملوثة من خلال عمليات تنظيف الصرف الصحي،
– الوقاية من الأمراض عن طريق تطعيم الناس والحيوانات،
– الوقاية من الأوبئة الحيوانية والجراثيم التي تفضل الظروف الجيدة الرطبة،
– زيادة اليقظة ضد أمراض وآفات المحاصيل (دودة الحشد وغيرها من الحشرات الضارة).
3- لمواجهة خطر الجفاف:
في المناطق التي من المتوقع أن تشهد فترات جفاف طويلة يمكن أن تؤدي إلى عجز في المياه لا سيما في مناطق الشريط الزراعي الرعوي فهنالك خطر كبير من أن يتأثر نمو المحاصيل ونباتات الأعلاف. وللتعامل مع هذه الوضعية يوصي بما يلي:
– تنويع الممارسات الزراعية من خلال تشجيع الري وتسويق البستنة للحد من مخاطر انخفاض الإنتاج،
– اختيار أنواع وأصناف المحاصيل المقاومة لنقص المياه في المناطق المعرضة للجفاف،
– اعتماد تقنيات الزراعة للمحافظة على المياه والتربة،
– منع تكاثر الآفات التي تأثر على القمح والدخن،
– ضمان الإدارة الرشيدة لموارد المياه السطحية لتلبية الاستخدامات المختلفة،
– التفاعل مع الفنيين الوطنيين والإقليميين في مجال الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والزراعة للحصول على معلومات ومشورة محددة فيما يتعلق بما يجب القيام به.
توصيات للاستفادة بشكل أفضل من موسم الأمطار:
في ضوء أفاق الأمطار المتوقعة لسنة 2023 والتي قد تسجل فائضا أو وضعية متوسطة في معظم أنحاء البلد، يوصي بأن يقوم المزارعون ومربو الماشية ومديرو الموارد المائية والمشاريع والمنظمات غير الحكومية والسلطات العمومية بما يلي:
– استخدام أمثل للتدفق المتوسط إلى الزائد المتوقع للسهول الفيضية لحوض نهر السنغال من خلال تطوير المحاصيل المروية،
– زيادة الاستثمار في المحاصيل ذات المردودية العالية والتي تتحمل الظروف الرطبة كالأرز وقصب السكر،
– إقامة أنظمة لجمع وحفظ مياه الجريان السطحي للإستخدام الزراعي والمنزلي في موسم الجفاف،
– دعم نشر التقنيات الذكية مناخيا لزيادة كميات المحاصيل الزراعية والأعلاف في مواجهة مخاطر المناخ ولا سيما تلك المرتبطة بمياه الأمطار الزائدة والجفاف،
– تعزيز آليات المعلومات والإشراف والمساعدة في مجال الرصد الزراعي والمناخي والمائي للمنتجين،
– تسهيل وصول المنتجين إلى البذور المحسنة والمدخلات الزراعية الملائمة لاحتياجاتهم،
– تامين الدخل وتخفيف الخسائر الزراعية من خلال الترويج والاشتراك في التأمين الزراعي القائم على المؤشر.
يمكن أن يسهم التنفيذ الدقيق لهذه التوصيات في التخفيف من الصعوبات التي يواجهها السكان الضعفاء حاليا”.
و م أ