الزهرة انفو: أدى جزء من مداخلة للنائب البرلماني المستقل محمد بوي الشيخ محمد فاضل، اليوم خلال جلسة نقاش برنامج الحكومة، إلى سجال داخل قبة البرلمان تطور لاحقا ليخرج إلى وسائط الاتصال الاجتماعي ويستدعي رد رئيس حزب الإنصاف الحاكم محمد ماء العينين أييه.
السجال الذي شارك فيه الوزير الأول ولد بلال مدافعا عن الرئيس خلال ردوده على النواب، أعقب بتوضيحات لاحقة من النائب ولد محمد فاضل، وبتفاعل واسع مع تدوينة لولد أييه.
محاكاة
مداخلة النائب محمد بوي ولد محمد فاضل، استعرض فيها نصا مسيئا لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم، كتبته طالبة خلال امتحانات الباكلوريا الأخيرة في البلاد، واستبدل ولد الشيخ محمد فاضل الأسماء في نص الإساءة باسمي الرئيس ولد الغزواني وصاحب صفة "وزيره".
وفي تدوينة له لاحقا على حسابه بالفيسبوك قال ولد الشيخ محمد فاضل، إن مداخلته في البرلمان "كانت إسقاطا تخيليا افتراضيا هدفه لفت الانتباه إلى فداحة الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتقاد لموقف الحكومة بسبب عدم حسمها في اعتقال المسيئة والتردد في تحويلها للقضاء".
وأضاف ولد الشيخ محمد فاضل أن "البعض بسوء نية" حمّل كلامه مالا يَحتمل، لافتا إلى أن رئيس الجلسة "منعه" من نقطة نظام لتوضيح موقفه.
سجال داخلي
وفي ردة فعل على مداخلة ولد الشيخ محمد فاضل التي كانت في الجزء المسائي من الجلسة التي استغرقت يوما كاملا، أكد نواب الإنصاف والأغلبية شجبهم لخطاب ولد الشيخ محمد فاضل، معتبرينه إساءة للرئيس.
وضمن ردود الفعل الداخلية على المداخلة طلب النائب الشيخ محمد عبد الرحمن امين في نهاية مداخلته من النواب الوقوف استنكارا لما ورد في مداخلة ولد الشيخ محمد فاضل، وهي الدعوة التي لباها أغلب النواب، فيما أوضحت صور البث المباشر بقاء عدد من النواب جلوسا وتردد البعض الآخر بين الجلوس والقيام.
وفي ذات النسق التفاعلي الاحتجاجي، احتفظ الوزير الأول بتعليقه على ما جرى حتى آخر لحظات رده على النواب الذي استغرق قرابة 24 دقيقة، ليقول إن "الإساءة لرئيس الجمهورية تحت قبة البرلمان غير مقبولة".
تفاعل خارجي
ولد البث المباشر لفعاليات الجلسة إلى الفضاء الخارجي، ردات فعل على غرار ما حدث في القاعة، كانت أبرزها تدوينة لرئيس حزب الإنصاف الحاكم محمد ماء العينين ولد أييه، رأى فيها أن ما حصل "عين الاستهتار بالقانون، واحتقار المؤسسات الديمقراطية؛ كما أنه إثارة لعاطفة كل مواطن مسلم، وكل ذي وعي سليم".
أضاف ولد أييه في تدوينته التي تداولها عدد من أنصار الحزب ونشطائه أنه لا يحسب أن الدفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم "بالوقوع في عرض أي مسلم إلا عين الزلل".
وجاء حديث ولد الشيخ محمد فاضل في قبة البرلمان عشية نقاش برنامج الحكومة، في خضم موجة تفاعل مجتمعية مع حادثة الإساءة للنبي المنزه عن كل عيب، صلى الله عليه وسلم، في ورقة امتحان إحدى الطالبات بشعبة الباكلوريا التقنية.
وبعد أسابيع من كشف الحالة من طرف أحد الأساتذة النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت الحكومة عن تحويل ملف المعنية للقضاء، بعد استشارة المجلس الأعلى للفتوى والمظالم وهيئة العلماء الموريتانيين.
وفي ذات السياق أفادت مصادر للأخبار في وقت سابق من الأسبوع المنقضي باعتقال جهاز الشرطة في مقاطعة أطار شمال شرق البلاد لفتاة يشتبه في علاقتها بملف الورقة المسيئة، فيما لم تصدر النيابة العامة أو جهاز الأمن أي توضيحات بخصوص التحقيق في الملف المذكور.
الاخبار