الزهرة أنفو : أدى صباح اليوم وزير البترول والمعادن والطاقة السيد الناني ولد اشروقه رفقة نظيره وزير الطاقة والبترول والمعادن السنغالي السيد بيرامي سولي ديوب زيارة مشتركة لسفينة انتاج وتخزين الغاز FPSO التابعة لمنشآت حقل السلحفاة آحميم الكبير GTA والواقعة في المحيط الأطلسي على بعد 40 كلم من الشاطئ.
تدخل هذه الزيارة الميدانية ضمن متابعة برنامج تطوير حقل السلحفاة آحميم الكبير الذي هو حقل غازي مشترك بين بلادنا وجمهورية السنغال يتم تطويره بالشراكة مع الشركة البريطانية bp وشركة كوسموس انيرجي الامريكية. وتتمثل الوظيفة الرئيسية لمنصة انتاج وتخزين وتفريغ الغاز FPSO في تنقية الغاز وإزالة الماء والزيوت والشوائب وتخزينه قبل نقله عبر الأنابيب تحت سطح البحر إلى منصة تسييل الغاز FLNG التي تقع على بعد 10 كيلومتر من الشاطئ.
وفي تصريح لوزير البترول والمعادن والطاقة السيد الناني ولد اشروقه أثناء الزيارة، أعلن "أن نسبة الإنجاز في مشروع الغاز وصلت إلى 95%، وهكذا نقترب تدريجيا وبخطى ثابتة من إنتاج أول شحنة من الغاز .. ونتطلع الآن إلى هذا الحدث أكثر من أي وقت مضى".
وأضاف الوزير : "نعمل سويا مع كافة الشركاء على تحقيق هدف المشروع المتمثل في إنتاج 2.3 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا لمدة تزيد على أكثر من 20 سنة."
ويعتبر وصول منصة إنتاج وتخزين الغاز FPSO إلى موقعها النهائي علامة فارقة في مسار تطوير مشروع الغاز GTA، حيث تُعد المكوِّنة الرابعة والأخيرة الضرورية لاستكمال مرافق الإنتاج الخاصة بالمرحلة الأولى من المشروع. وستعمل هذه المنصة العائمة بطاقتها المكونة من 8 وحدات لمعالجة وإنتاج 500 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز يوميا.
وتتكون منشآت حقل الغاز GTA من أربع مكونات كبرى هي : (1) أنظمة الآبار وخطوط الأنابيب تحت سطح البحر SubSea، (2) ومنصة انتاج وتخزين وتفريغ الغاز FPSO ، (3) ومحطة تسييل الغاز FLNG (4) ومنشآت المرافق الفنية كالسكن والجسور الفولاذية والحائط كاسر الأمواج الذي تم إنشاؤه لحماية المنصات العائمة من تقلبات البحر.
وشكلت الزيارة فرصة للوفدين الحكوميين الموريتاني والسنغالي للاطلاع على الأجزاء الفنية للمنصة والاستماع للمسؤولين القائمين على التشغيل والتحقق من جاهزية المنصة التي وصلت إلى المياه الموريتانية قبل شهرين.
رافق معالي الوزير في هذه الزيارة وفد من قطاع البترول والمعادن والطاقة يتكون من الأمين العام للوزارة والمستشار المكلف بالمحروقات الخام والمدير العام للبترول والهيدروجين منخفض الكربون والمدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات SMH إضافة للفرق الفنية المشرفة على المشروع من شركة bp والشركات العاملة معها.
حول مشروع السلحفاة آحميم الكبير GTA والتجربة الموريتانية
يجري تطوير حقل الغاز GTA))، الواقع على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال، باستخدام منشآت الغاز الطبيعي المسال العائمة البحرية FLNG)) ومحطات انتاج وتخزين الغاز FPSO وسيكون مشروع GTA أول مشروع تطوير من شأنه أن يجعل الحوض الساحلي MSGBC مصدرًا عالميًا للغاز، مما يوفر إيرادات لكل من موريتانيا والسنغال، فضلاً عن توفير مصدر للطاقة المحلية منخفضة التكلفة. ويتم تطوير الحقل بالتعاون مع شركة bp البريطانية وهي المشغل الرئيسي للمشروع.
وساهمت التجربة الموريتانية الناشئة في مجال النفط والغاز بشقيها العمومي والخاص بشكل حاسم في تطوير مشروع الغاز المشترك حيث يعمل قطاع الطاقة على إثراء الخبرة الوطنية الموريتانية وتثمينها لتطوير مشاريع جديدة كحقل بير اللّ وحقول غازية أخرى كحقل باندا.
كما أن آفاقا واعدة وفرصا جديدة يتيحها قطاع النفط والغاز تعمل موريتانيا على تجسيدها عبر تنفيذ خطة عمل تقضي باستخدام الغاز لتحقيق طفرة جديدة في الكهرباء ذات الموثوقية العالية والتكلفة المنخفضة والتي بدورها ستتيح تطوير قطاع المعادن وتحقيق الأهداف الاستراتيجية المتعلقة بإحداث الصناعات التحويلية محليا.