الزهرة أنفو : المستشار الجهوي يلعب دوراً حاسماً في تعزيز فعالية اللامركزية و تحقيق التنمية المستدامة على مستوى الجهات . فهو يقدم التوجيه و الخبرة في إعداد و تنفيذ السياسات و الاستراتيجيات التي تتماشى مع احتياجات المنطقة و متطلباتها . من خلال فهمه العميق للتحديات و الفرص المتاحة ، من الفروض أن يساهم المستشار الجهوي في تحسين اتخاذ القرارات ، و يعمل على تعزيز التنسيق بين مطالب الشعب و قدرات الإدارة ، و خلق حلول مبتكرة تعزز من النمو الاقتصادي و الاجتماعي في جهته .
سنناقش الموضوع من خلال النقاط التالية :
1 - مشكلة القوانين الحالية :
القوانين التي تنظم عمل المستشار الجهوي غير مناسبة و غير كافية لدعم دوره الفعّال في التنمية . و هذه القوانين تقيد سلطاته و لا تعطي أهمية لرأيه في اتخاذ القرارات المتعلقة بمنطقته ، مما يؤدي إلى تهميش دوره .
2 - اختصاصات المستشار الجهوي : المستشار الجهوي هو شخصية منتخبة بشكل مباشرة من قبل الشعب في منطقته ، و من المفروض أن يكون له دور فعال في قضايا المتعلق بالمنطقة التي يمثلها ، مثل المشروعات المحلية ، البنية التحتية ، التعليم ، الصحة ، البيئة.....إلخ إن القوانين الحالية تقيد قدرته على التدخل أو تقديم الرأي ، و ذلك يحد من قدرته على خدمة المواطنين بشكل جيد و حسب ما كلفوه .
3 - الإصلاحات المطلوب تنفيذها : لتحسين وضع المستشار الجهوي وضمان احترام دوره :
أ - تحديث التشريعات : يجب مراجعة القوانين الحالية لتفويض سلطات أكثر للمستشارين عن طريق منح الصلاحيات للمجالس الجهوية ، و منحهم دورًا أكبر في اتخاذ القرارات المتعلقة بالجهة .
ب - تعزيز الاستقلالية : ينبغي ضمان استقلالية المستشار الجهوي بحيث لا يكون خاضعًا لسلطة تنفيذية تقيّد دوره أو تقلل من قدراته أو تحجر على رأيه .
د - توسيع صلاحياته : توسيع نطاق صلاحيات المستشار الجهوي في مجالات العمل المختلفة في جهته ، مثل التخطيط لأي عمل يقام في حيزه الجغرافي . تعزيز مشاركة المستشار في عملية اتخاذ القرارات يساعد في تعزيز احترام الدور الذي يلعبه المستشار الجهوي و المكلف به عن طريق الشعب
ها - الحوار و المشاركة : من المهم أن يكون هناك حوار مستمر بين المستشارين الجهويين و السلطات المركزية للتوصل إلى حلول فعالة تخدم الساكنة و العمل على تعديل القوانين بشكل يتماشى مع التحديات و الاحتياجات المحلية .
و في الأخير ، تحقيق التوازن بين القوانين و الواجبات الفعلية للمستشار الجهوي و تعزيز قدرته و فعاليته في المشهد كي تتحقق آمال أفضل لساكنة في الولايات و كي تتمكن المجالس الجهوية من أداء عملها و يكون لها معنى .
مكي عبد الله نائب رئيس جهة أنواذيب