الزهرة أنفو : تثار حاليا زوبعة من التحامل تستهدف أعراض أسرة أهل الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بويا. ولم تجد هذه الحملة الشرسة بابا تدخل منه للإضرار بسمعة أهل الشيخ آياه غير ربطهم، تعسفا ودون أدلة، بملف المخدرات. والحقيقة أن الدولة الموريتانية تعرف بالدقة تفاصيل ثروات كل الموريتانيين، فلو أن أموال أهل الشيخ آياه ليست نظيفة لما قبلت الدولة مرورها عبر البنوك، ولما قبلت مشاركتها في الحملات الانتخابية السياسية، لأنه جريمة، والدولة لا يمكن أن تشارك في الجرائم.
إن أسرة ذات جذور ضاربة في الطرق الصوفية، وذات مريدين منتشرين في أصقاع إفريقيا، وذات يد طولى في سر الحرف وعلم الأوفاق، وذات علاقات واسعة في العالم العربي، لا يمكن استغراب حصولها على موارد مالية كبيرة. لكن ما يحز في نفوس بعض المتحاملين على هذه الأسرة، هو أنها لا تعرف البخل، وأنها تجد سعادة قصوى في إشراك الناس في ما وهبها الله من مال، وأنها متشبثة بعادات تاريخية مبنية على العطاء والكرم ومواساة الضعاف والمرضى والمحتاجين بما تملك.
إن التشهير بهذه الأسرة يعدّ تشهيرا بقيّم الجود والتكافل الاجتماعي، وإن المساس بسمعة هذه الأسرة هو مساس بمبادئ عون المحتاجين، وهو انتقاد لبناء المساجد والمدارس والمستوصفات وكفالة الأيتام وحفر الآبار وإطعام الفقراء. وإن الإضرار بكرامة هذه الأسرة هو إضرار بتقاليد إنصاف المعوزين وأبناء السبيل. إنه انتقاد صريح للمبدأ الإسلامي القائم على: “أنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدَكم الموت” (صدق الله العظيم). وهو تحامل على قوله تعالى “وما تنفقوا من خير فلأنفسكم، وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله، وما تنفقوا من خير يوَفّ إليكم، وأنتم لا تُظلمون”.
وبالتالي فلا يمكننا قراءة الهجمة الموجهة لأسرة أهل الشيخ آياه إلا باعتبارها هجمة ثلاثية الأبعاد، فهي هجمة على الدولة، وهجمة على التقاليد، وهجمة على الدين: فهي تسفيه لسلطة الدولة وعملها ومهمتها المتمثلة في مراقبة تحرك الأموال ومحاربة العصابات. والقول بأن مثل هذه الأموال لا مصدر له غير المخدرات، هو قول بأن الدولة متآمرة على نفسها من أجل هدم صورتها في الخارج وسمعتها في الداخل. كما أن هذه الهجمة تعتبر تحاملا غير منطقي على عادات المجتمع المتمثلة في العطاء وعون الضعاف والتكافل ومساعدة المحتاجين. وهي أيضا تحامل واضح على قيّم الإنفاق التي حثنا عليها ديننا الحنيف في أكثر من آية وحديث.
وإذا كان البعض يريد إرغامنا على محاكمة أسرة أهل الشيخ آياه، فسيكون علينا أن نحاكم كل تاريخ النمجاط وأهل الشيخ الطالب بويا وأهل الشيخ سعد بوه عموما، فهو تاريخ كله جود وكرم وإنفاق لا يمكن تصوره، فحتى الفقير منهم نجده يعطي كل ما عنده ويذهب خالي اليدين من أي شيء. إنه تاريخ كله عطاء وكرم ومروءة يصعب على الأنفس الضعيفة فهمها.
إننا اليوم مطالبون بالدفاع عن هذه الأسرة، لأن الدفاع عنها يعني الدفاع عن الدولة، والدفاع عن تقاليد المجتمع، والأهم من ذلك أنه دفاع عن الدين.
ولكي لا أطيل، لابد أن أؤكد أن أسرة أهل الشيخ آياه وجدت من الوقت ومن الإمكانيات ما يسمح لها بإسكات كل الأصوات المتحاملة عليها، لكنها لم تحاول ذلك لأنها لا تشعر بأي ذنب تحتاج معه تكميم أفواه الناس. إن تغافلها عن منتقديها، وعدم تخوفها من تأثير ما يقولون، دليل واضح على أنها لا تخشى أية عاقبة قانونية سيئة. بل إن تظاهرها بتقسيم أموالها في العلن، والإفراط في إكرام الناس، هو أكبر دليل على براءتها.
انكوده ولد اكاه